المشاركات

عرض المشاركات من يونيو, ٢٠١٩

كيف تسلبنا الظنون

صورة
   بالأمس وبعد متابعتي لحلقة مسلسلي الذي أشاهده، استوقفتني من خلال أحداثه فكرة الظنون وكيف لها أن تتخلل نفوسنا وحياتنا بطريقة مرعبة، بل قد تسلبنا وتتحكم بنا دون وعي منا، فتبني بداخلنا جبالاً من ثوابت من أصل ذرة من ظن عابر. يقول رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام: الظن أكذب الحديث. والمعضلة الكامنة في هذه الفكرة أننا قد لا نميّز الظن من بين الحقائق، فتبنى الثوابت في نفوسنا على الظنون دون بيّنة، وتسير على إثرها أفعالنا وقراراتنا تجاه الأشخاص الذين نحتك بهم أو الأمور التي نختلط بها. فقد نعتقد بأمر ما ونعتبره حقيقة ثابته فنقبل تبعاً لذلك على فعل جيد أو سيء لكننا لا ندرك تبعاته إلا بعد أن تنكشف الغمة وتصل تلك الحقيقة المزيفة إلى جدار مصمت لتبوح بأنها ليست حقيقة، وأنها لم تكن إلا ظناً، وبأنها لا يمكنها أن تؤدي إلى شيء سوى الشعور بالندم على ما قمنا بفعله، فيكون الندم حينها ختام تلك الحكاية. لم تكن لتتشكل تلك الفكرة السابقة في ذهني لولا تصويرها في المسلسل بوضوح في موقف امرأة ثلاثينية تلتقي بجارها الشاعر فتغرم به من بعد كلمة عابرة ألقاها عليها بأنها أجمل امرأة في العالم كما هي عاد

في أن تكبر عاماً

صورة
أن تكبر عاماً آخر، فذلك لا يعني حفلة ميلاد، بل ميلاد احتفال، أي ولادة احتفال جديد بك تحديداً، ميلاد شعور جديد بالاستحقاق، وبأنك قد وصلت إلى مرحلة أفضل من سابقتها على أي صعيد من أصعدة الحياة، كالصعيد الاجتماعي، أو التطوير الذاتي، أو العلمي والمهاري، وغيرها. فتاريخ الميلاد ليس نقطة احتفالٍ بذكرى الميلاد الأولى قبل كل تلك السنوات، بل محطة احتفاء بالميلاد الذي وصلت نفسك إليه اليوم. يهمني جداً تاريخ ميلادي، كونني أعتبره نقطة انطلاقة السباق وحتى الميلاد الآخر الذي يكون شريط النهاية، والذي أتحدى نفسي قبل الوصول إليه بأن أحقق أكبر قدر يمكنني تحقيقه من الإنجازات. بالمناسبة، كلمة إنجازات تحتمل مقاييس عديدة، فهي ليست مشروطة على الشهادات والأوسمة، بل على مقاييس الشخص ذاته بحسب ظروفه ومبتغاه وأمنياته، كخروجه من دوامة البحث عن الذات، أو كتخلصه من تجربة اجتماعية مؤذية، أو كتحقيقه لرضاه عن نفسه بسعادة، أو إنهائه لقراءة كتب طال تأجيلها، أو تحقيقه لخطوته الأولى نحو مشروع لم يكتمل بعد، أو التزامه بتدليل نفسه والعناية بها أكثر من السابق، أو تغيير نمط صحته ومأكله. فحين ننظر لتلك الأمور على أنها

مواليد التسعينات | بين القناعات والتحديات

صورة
هذه التدوينة لا تعني تسليط الضوء على مثالية هذا الجيل بل بعض من جوانبه. مواليد التسعينات وتحديداً مَن وُلِدوا في أواخر الثمانينات وأوائل التسعينات أو السنوات الخمس الأولى منها هم من أعنيهم هنا خاصة أنني إحدى مواليد هذه الحقبة الحساسة الذين نشأوا   على تفاصيل حياتية متواضعة ربما لا تكون مختلفة عن الأجيال المقاربة أعني أننا قد نجد تلك التفاصيل الحياتية في الثمانينات كذلك لكن تلك التفاصيل اقترنت وانعجنت بنفوس أبناء مواليد التسعينات اعتماداً على مرحلتهم العمرية التي كانت متأهبة للتلقي، لتحيلهم إلى شباب اليوم، والذين امتدت مرحلتهم العمرية منذ تلك الحقبة بطولها وبتفاصيلها وبمنعطفاتها إلى اليوم، حيث لم يزالوا في طور الشباب والشخصية الباحثة والمستكشفة والمتحمّسة والساعية لبناء المستقبل. مواليد أوائل التسعينات هم من عاصروا أجيالاً في جيل، وهم من يمتلكون أكثر من دليل.. نحو الحياة وإيجاد النفس وموضعها الملائم في هذا العالم، لتجعل منهم أشخاصاً عالقين في الوقت الحالي بين القناعات والتحديات وبين الحذر والتردد والترقب والحماسة والانطلاق والتحليق. إن مواليد هذه الحقبة قد نشأوا في ز

عيدكم أنتم

صورة
عيدكم مبارك أحبتي برضا الله عنكم وبإرضائه لكم، وكل عام وأنتم أسعد من سابقه. أحببت في هذا العيد أن أصنع شيئاً مختلفاً يمكنه أن يضاعف السعادة في نفوس أحبتي. قمت بإعداد عيديات مادية ومعنوية في نفس الوقت، فقمت بكتابة رسائل سعيدة بجانب الحلوى والمكسرات والتي لاقت قبولاً ومشاعر لطيفة من قبل أقاربي وأحبتي، فكل منهم شعر بأن الرسالة تلامس شيئاً في نفسه أو أن الكلام موجه له خصيصاً بشأن وضعه الراهن. أنصحكم بتجربتها أو صنع تجارب أفضل يمكنها أن تجعلكم سعداء قبل إسعاد الآخرين، فالعيد سعادتكم وشعوركم بها من صميم القلب، العيد أنتم.  

الروتين المتجدد

صورة
أكتب الآن في صبيحة اليوم الثامن والعشرين من شهر رمضان وشعور الحزن يخالجني لقرب انتهاء هذا الشهر. ممتنة لله على كل الأيام الماضية منذ بداية الشهر، فقد كانت أياماً عامرة بالهدوء الروحي والصفاء الداخلي بالرغم من ازدحام الجدول اليومي بطبيعته في هذا الشهر بين إعداد الإفطار والصلوات والزيارات العائلية والالتزامات الحياتية الأخرى. فقد حرصت في هذا الشهر على ساعات الفجر الأولى لأخذ وقت مستقطع مع العزلة في حضرة الإشراق، أو قراءة كتاب، أو غيرها من الأمور المحببة لدي، والذي كان له أثر كبير في تغلغل السلام والهدوء في داخلي، فساعات الصبح في رمضان ليست بأقل أهمية من ساعات لياليه العامرة بالروحانية وصلوات القيام. في كل مرة يحل فيها شهر رمضان، وأعتقد بأنني سأقضي شهراً روتينيّاً، أجدني أعيشه بشكل مختلف تماماً عن سابقه في السنة الماضية، فيكون كالمعجزة التي تجدد فينا شعوراً ملائماً لوضعنا الحياتي الذي نعيشه في تلك السنة. فكل رمضان يجيء باطمئنان، وبسلام، وبمشاعر تلائم وضعنا في تلك السنة، كمواجهتنا لمرحلة جديدة في حياتنا، أو تحديات، أو مسارات عصيبة، أو حتى انتظار أشياء سعيدة لتحدث. لا أعرف ك