المشاركات

عرض المشاركات من مايو, ٢٠٢٠

كم نتشابه بقدر اختلافنا

صورة
قبل يوم شاهدت لقاء لطيف للملهمة سارة بقنة بإشراف الأستاذ المبدع محمد المطيري، كنت أستمع للقاء وأنا أقوم ببعض الأعمال، لكنني كنت في أشد انتباهي لكلامها عن تجربتها في اكتشاف نفسها. سارة كانت في منتهى الحماسة والعفوية والصراحة والجرأة حين باحت عن تجربتها مع الدراسة والتخصص وتغيير الوظيفة والدخول في دوّامة التيه والانطفاء وكيف وصلت لنقطة الضوء حتى تتوهج مجدّدًا. والأهم في حديثها هو معرفتها لما يلائم روحها بعدما فهمت نفسها، وهو أن تعمل في مجال متجدد ولا يحيط به الملل والروتين في أفكاره وممارساته، فكانت أمنيتها الضائعة في كنز مهنة صناعة المحتوى. لا أريد أن أهضم محتوى اللقاء لكنني أعجبت بطريقتها في إيصال مدى شغفها الواسع، وكمية أمنياتها في نشر الوعي، وعدم خوفها من مشاركة تجاربها وإخفاقاتها ونجاحاتها في سبيل جذب أكبر قدر ممن يودون التحليق خارج أطر ذواتهم الضائعة. في هذا اللقاء صادفت أفكار كثيرة من أفكار سارة التي أتفق معها بل وبعضها عايشتها تمامًا وتمثلني في الواقع، أدركت حينها كم أننا نتشابه كبشر بقدر اختلافنا في الأعمار والشخصيات والتجارب. نحن نتشابه في أحاسيسنا تجاه الحياة، ولكننا

عيدكم سعيد أينما كنتم

صورة
في مثل هذا اليوم من قبل أسبوع كان العيد، أعتذر عن تهنئتي المتأخرة، ولكنني أقول لكم عيدكم سعيد أينما كنتم. بالنسبة لي كان يوم العيد مختلف كثيرًا، بقدر ما افتقدنا فيه لتفاصيل اعتدناها، بقدر ما فاجأنا بلحظات جميلة ومشاعر أجمل في طريقة الاحتفال والتعبير عن الفرح وطريقة التواصل مع الأحبة وكيفية عيش الروتين الصباحي بنفس أقل توتر وتفكير في الزيارات وعدد المنازل التي يجب أن نذهب إليها مع المحافظة على اليقظة والمظهر. كان عيدًا عفويًّا لطيفًا، أبهرني حقيقة! الحمد لله، وجعل الله عافيتنا وأعيادنا دائمة في كل حال.

التشافي من الخوف عند حافّة نياجرا

صورة
في مثل هذه الأيّام، قد نجد فرصة أكبر للتأمّل في مسارات حياتنا وتصحيح إدراكنا الذاتي بفعل تغير نمط الحياة والعبادة وتحقيق شيء من الهدوء الأعمق. لذا، وجدتها فرصة للثرثرة عن أمر يقطن في الذات ومن شأنه أن يجعلها جنة من السلام، ألا وهو تخطي المخاوف. أعلم أننا حين نقوم بالتركيز على مخاوفنا، قد ينتابنا الخوف منها، لكنني في الحقيقة ممتنة بعد الله لتلك المرحلة والتجربة التي تجلّت فيها مخاوفي لتعطيني درساً في تحقيق السلام الذاتي الذي قد يرعى النفس مدى العمر. بالنسبة لي، أرى أن المخاوف قد لا تُدرك أو يمكن تعريفها بسهولة، فإن توالد المخاوف عبارة مرحلة تدريجية، تبدأ بتساؤلات مبطنة في أذهاننا عن طبيعة الظرف الذي نعيش فيه، والذي قد نكون فيه في فترة ركود روحي أو عدم حماس والذي ينتج عن تجربة اجتماعية أو مرحلة انتقالية أو نهاية فترة دراسية أو مهنيّة أو غيرها من المراحل والمحطات الحياتيّة التي تثبت لنا حقيقة الحياة المتقلبة بين العلو والانخفاض لتحيل النفس من روح مشتعلة إلى روح منطفئة. فلا مناص من انشغال الذهن بتساؤلات جمّا عن ماذا نشعر أو ماذا سنكون فيما بعد هذه المرحلة الراهنة من الركود وكم ستستغ

يوميات موسم العزلة - رمضان

صورة
مع بداية حلول شهر رمضان تساءلت بداخلي كيف سيكون رمضان في هذه السنة مع ما نعيشه اليوم من عزلة عن العالم الخارجي، وكيف ستكون تفاصيله من غير صلاة التراويح في المسجد ومن دون زيارات عائلية واجتماع حول الأطباق اللذيذة في بيت جدّتي لوالدتي، والتي فقدناها قبل أكثر من ثلاثة أشهر، رحم الله تلك الروح الدافئة. قطع تلك التساؤلات طلب أمي لي ولأخواتي بوضع الحنّاء في كفوفنا ابتهاجًا بقدوم الشهر، كما كانت تفعل جدتي رحمها الله في كل سنة، كانت الفكرة مبهجة بالنسبة لي، فلم أعتد وضع الحناء في باطن الكف منذ سنوات الطفولة، ولكنني في هذه المرة كنت في غاية الحماسة، وبعد أن فعلت ذلك، كان الشعور جميلاً وجديدًا مما دفعني للإحساس فعلاً بكسر رتابة الشعور واستقبال الشهر بشيء من الفرح اللطيف، كما أن منظر كفوفنا المزيّنة بالحنّاء ذكرني حقًا بكفوف جدتي، غدت ذكراها مطبوعة في كفوفنا جميعًا، وكأنّها قد صافحتنا مصافحة متفرّدة للتهنئة بالشهر في حضرة غيابها. وهكذا بدأ الشهر، في الحقيقة بدأ الشهر بانسيابيّة لم أتوقّعها ولله الحمد على البلاغ، وكأن الأمر يبدو طبيعيًّا، دون أن أشعر بفقد عميق للتفاصيل التي اعتدتها ول