المشاركات

عرض المشاركات من سبتمبر, ٢٠٢٠

أسبوع تأمّل برفقة بشرى الصغيرة

صورة
مع بداية السنة الهجرية الجديدة كنت في وسط زوبعة ما بين الالتزامات والمهام وما بين المشاريع المعلّقة وما بين الأفكار المبعثرة التي تنتظر النظر فيها. فكنت في حاجة لترتيب أولويّاتي، وجعل تلك الخطوة تتزامن بع بداية السنة بغية تحقيق الانتظام في الأشهر القادمة. لكن تلك الزوبعة لم تمنحني الفرصة للجلوس بهدوء والبدء بهذه الخطوة، خاصة مع وجود الالتزامات مع أفراد أو مؤسسات لا تحترم المواعيد ولا تولي اهتمام باحترام الجدول الزمني للآخرين فيتركونك في استجداء الرد أو الانتظار للأقدار المجهولة ريثما يرغبون بالرد أو تفضيل الصمت والتخلّف عن العمل. وهنا لحظت استنزاف أو تضييع جزء من طاقتي وجهدي. أعتقد بأننا بحاجة لتعزيز ثقافة احترام الآخرين والتزاماتنا معهم، فنحن لا نملك التحكم بهم وفق ما نشاء. أدركت بأن أسوأ ما قد يواجهني في الأعمال مع الآخرين هو التأجيل من قِبَلِهم أو التجاهل دون مبرر أو دون مصارحة ووضوح في الجدول الزمني أو التصريح بالاعتذار أو الجدّية في الاستمرار.  وبالعودة إلى رغبة ترتيب الأوليّات، فضلت حسم مسألة تلك الزوبعة وإلغاء المشتتات والأعمال والاتفاقيات المعلّقة و الأمور الغير واضحة، واختيا

كم يحيينا الموت

صورة
اليوم شعرت برغبة جامحة للكتابة، لكنها رغبة هادئة في نفس الوقت، كهدوء نفسي في هذه الساعات المتأخرة من الليل بعد أيام مضطربة. كانت أيام متتابعة وكان القلق فيها متتابعًا، كموج البحر الذي يعلو ويهيج ثم يهبط ويسترخي، لكنه في تتابع. انتهت تلك الأيام بوفاة خالتي الحبيبة رحمها الله مساء يوم الخميس لتبدأ الذاكرة باسترجاع اللحظات الأخيرة ووضع نقطة فاصلة لها لاستيعاب ما بعدها من أحداث ومشاعر. نعم إنها المشاعر، مناط الحديث وجوهر الأحداث، مشاعر الصدمات والآلام والدمعات المحبوسة في أشد اللحظات والمنهمرة في أرقّها حساسيّة، مشاعر الأحضان العميقة التي نود فيها أن نتبادل النبض وأن يجود كل منّا بمضخّة كافية وشافية للآخر كي يكون بخير. مشاعر فرش أذرعنا كي يستلقي عليها من لا يملكون القوة حينها ليعيشوا اللحظات الصعبة، مشاعر تمتمات الآيات الهامسة فوق رؤوسهم المنهكة. كانت الليلة الأولى أشبه بالمخاض، لنولَد في الصباح. ففي صباح يوم الجمعة، استيقظت المشاعر المحزونة مجدّدًا ممزوجة بشعور الآزفة ودنو الرحيل الحقيقي ببدء مراسم الغسل والدفن، كانت أشبه بالخروج من عنق زجاجة. هرعت للصلاة، وأتذكَر جيّدًا كيف كان يفعل رسول

المرأة من منظور "زمّليني"

صورة
  ثمة شؤون نظنها يسيرة وصغيرة لكنها بعمقها تفتّق فينا معانٍ كبيرة. في إحدى لحظات التأمّل في كلمات لامستني عن المرأة، تأمّلت كم تعني المرأة لي قبل أن تعني لأي شخص آخر، ليس لكوني امرأة، بل لكوني شخص نظر إلى المرأة في تلك اللحظات من منظور إدراكي شديد العمق والحساسيّة. فنحن كأشخاص سواء كنا ذكورًا أم إناثًا نشأنا بجِبِلّة (فطرة أو خِلقة) شعوريّة وإدراكيّة تربطنا بالمرأة، كجبلّة الشخص تجاه أمّه، أو أخته، أو زوجته أو ابنته. فننشأ وفق تلك الفطرة الشعوريّة ونتصرّف تجاه تلك المرأة بمختلف روابطنا بها كما تمليه علينا تلك المشاعر الفطرية. وغالبًا ما تكون أنماط تلك التصرّفات الفطرية أو العلاقات بين الأشخاص والمرأة بمختلف رابطتهم بها متقاربة ومتشابهة ومتعارف عليها. في حين أن من ينظرون إلى المرأة من منظور أعمق إدراكيًّا وشعوريًّا سيتصرّفون تجاهها بعلاقة أسمى، وستربطهم بالمرأة علاقة ذات مستوى أعلى من حيث الإيمان بمكانتها وقدراتها وقيمها. إدراك عمق "المرأة": لا أشير في هذا السياق إلى نظرة المرأة لذاتها وإدراكها واحترامها لمكانتها قبل الاعتبار بنظرة الآخرين، فهذا الجانب بالذات له محط اهتمام عظي