بشرى

 و أمام حكمتك .. تصمت أحرفي .. تتبعثر كلماتي .. و تنتهي فصول حكايتي مع التفسير .. و التبرير . أمام حكمتك .. تتلاشى السطور ..و يجف الحبر .. و تتكسر الأقلام. أمام حكمتك .. أعي كم أجهل ما يختبئ خلفها .. و أعي كم تعلمُ ما الخير وراءها . أمام حكمتك يا ربي أصمت .. فأكون كطفلٍ يتلعثم .. أجثو بوهن .. لأبوح بكل اليقين .. بأنّك أحكم الحاكمين . أمام حكمتك يا ربي أعجز عن تكملة مسيري .. لأكشف برهبة ما يكنّ مصيري . أمام حكمتك .. أكتفي .. و أحتفي .. بمحبّتك . أمام حكمتك أتناسى الكثير .. لأنني أعلمُ .. بأنّك تعلمُ .. كل شيء .. فأنت اللطيف الخبير . 

    قبل فترة ما يقارب الشهرين تعرّفت على هذه المنصة المفيدة عبر الإنتر نت,منصة (إدراك ) و هي عبارة عن : منصة إلكترونية عربية للمساقات الجماعية مفتوحة المصادر، وتعرف باللغة الإنجليزية بإسم (موكس)، وهذه المنصة تأتي بمبادرة من مؤسسة الملكة رانيا للتعليم والتنمية. وتحرص مؤسسة الملكة رانيا على بذل كافة الجهود والمساعي للمساهمة في وضع العالم العربي في المقدمة في مجال التربية والتعليم كونهما حجر الأساس لتطور و ازدهار الشعوب. فيمكنك الدخول على المنصة وفتح صفحة خاصة بك ثم تقوم باختيار المساق أو الموضوع الذي تود الالتحاق بمحاضراته ثم تبدأ بالتسجيل فيه , لتتمكن من مشاهدة المحاضرات المخزنة في صفحتك لاحقاً و الإجابة على الإسئلة و المناقشة و أخيراً أخذ شهادة معتمدة باسمك, دون أدنى مبلغ مالي , أو جهد , فأنت في مكانك و أمام شاشتك.. استفدت من هذه المنصة الشيء الكثير,و قد نالت فكرة تأسيسها إعجابي لكونها سد لحاجتنا إلى جودة التعليم و الازدياد و التوسع في المصدر العلمي على أيدٍ متخصصة في المجال المطلوب, و كونها تُدعَم لتوفر كل ما يمكّن أهداف تأسيسها من التجسّد على الواقع .شكراً لمن

     و في ذاك المساء حين كنت أعانق أقاربي قبل السفر .. حين كنت أحبس أدمعاً مثل المطر .. عبرني ما يشبه الطيف .. لم يكن طيفاً ملوّناً .. بل كان طيفاً رماديّاً .. شاحباً .. حين رأيت ذلك الحطام و جريّ الكثيرين لانتشال الضحايا التي أسلمت أرواحها لرب السماء .. حين رأيت بكاء الكبار على الصغار .. و بكاء الصغار على الكبار ... أحسست كم هو موجعٌ ذلك الفراق .. ذلك الوداع الذي يأخذ معه كل شيء .. سوى غصة في قعر القلب .. كم هو مؤلم أن تفقد أحبّتك و من قاسموك الماء و الهواء .. فجأة .. و دون تمهيد .. تراهم يحلّقون إلى البعيد .. فجأة تكون بلا ابنك .. بلا أختك .. أو أمك الرءوم .. فجأة تكون وحدك .. دونهم جميعاً .. أدركت حينها عمق الفراق و حرارة الدمع الموجع فعلاً ..حين أتأمّل جرحاً في ذراعي فأذكر تلك الجراح و الأتراح .. حين كنت ألتحف فراشي و ردائي .. فأذكر من يلتحفون الرصيف و يفقدون كسرة الرغيف .. حين أقطّب حاجبيّ لفوات مرغوب .. فأرى من يتأمّل منزله المستوي بالأرض و حطام الطّوب ..لم أكن أدرك بأن الكثير من الرسائل تحوم من حولي في كل يوم بل أكثر .. لم تكن تلك العين الثالثة مفتوحة و محدّقة .. و لم

    ألاء ... المطر . السحابة المباركة . النعمة الكبيرة . الشجرة الوفيرة . الأمان . الطيبة النادرة . الدفء . اليد اليمنى . الضوء . فسحة السماء . منبع العطاء . موثق الإخاء . النهر العذب . البسمة الطويلة . و الشرفة الجميلة. وأكثر .. سأفتقدك شقيقتي.