المشاركات

عرض المشاركات من أغسطس, ٢٠٢٠

القدرة على تذوّق الجمَال

صورة
  حين كنتُ طفلة، كُنت مولعة بالجمال بأدق تفاصيله، وبطبيعتنا كأطفال سوف نلحظ جماليّات في التفاصيل من حولنا ونعيش معها بأسلوب انسيابي لا يتعارض مع واقع المادّة والمنطق من حولنا، كوننا لم نحمل بعد مسؤوليّات ذلك الواقع. وحين كبرتُ وخضت بطبيعتي البشريّة تحدّيات الواقع، لحظت بأن العيش في الواقع بواقعيّة بحته جعلني أنخرط في مبادئ لا واقعيّة، بمعنى، أنّني بت أحاول تشكيل أسلوب عيشي في قوالب مصمّمة بإحكام لتماشي الواقع ولتطابقه وفق منطقيّة عالية. فعلى سبيل المثال، قد لا نرى في بعض الممارسات الفنّية جماليّات عميقة من شأنها أن تأخذ منحى أسلوب حياة بدلًا من اتخاذها كأداة متعة وقت الفراغ لنتجه إلى ملئ أوقاتنا بما هو أهم في نظرنا، كممارسة ما ينتزع من روحنا روحها فقط في سبيل منطقيّته ونفعه المادّي. أو بمعنى آخر، قد ننظر إلى الواقع والأحداث والروتين العملي الذي نعايشه بصورة ثابتة تضع ذلك الواقع والمنطق في المقام الأوّل وما سواه من استشعار جمالي تأمّلي في ذلك الواقع أو إسقاط حسّي كأمر ثانوي أو زائد أو غير ضروري. ومع مرور الوقت، ستحيلنا تلك المنطقيّة القاسية إلى الفراغ، أو الامتلاء المجوّف، فطغيان المن

واحفظ الإنسان

صورة
إلى من نلجأ في مكان يكتظ بالزحام، من أين نستسقي ضمائر الإنسان، فالسماء لم تمطر منذ مدة، والأرض ترفع الضمائر في كل يوم للسماء ذاتها، ونحن نستجدي ممن بقوا أن يُبقوا على إنسانيّتهم في أمان. أين الملاذ الذي نستريح فيه من وعثاء الهلَكة الروحية، والمآسي الإنسانيّة، فالجوف مزدحمٌ بالحقيقة، والظاهر محاصرٌ بها، والسماء لم تمطر منذ مدّة حقيقةً بيضاء، تجلي ما نظنّه اليوم وهمًا من فرط هزليّته ليجري في مجرى النسيان. من للإنسان بعد الإنسان؟ ماذا بعد انتهاك حُرمته، ماذا بعد الحرب لأجل الحرب لا لأجل السلام، ماذا بعد أن يُغتال الضمير ويمشي كلٌّ منا كالضرير، فحدودنا الجغرافية تفصل صدورنا عن بعضها، وتقطّع أوصال عروقنا المعنويّة، لتظل الكلمة مخنوقة في الجو، وتصل إلى أحدهم في حالة احتضارٍ أقرب للنهاية، فتنتهي قبل أن تبث شعورها في أنفاسه. كم نحن بعيدون جدًّا بقدر اقترابنا جدًّا، كم نحن منغلقون، بقدر النوافذ المشرّعة، وكم نبدو مكترثين بقدر عدم اكتراثنا. فأقصى ما نتمنّاه هو ألا نُلام، كون الأمر لا يعنينا، فمجرد الخوض فيه قد يقصف أمانينا، ونسينا بأن تلك السماء التي تغطينا جميعًا تحتها هي ذات السماء، والشمس الت

عيد مبارك وسعيد

صورة
عيدكم سعيد أحبتي، وكل عام والفرحة والبركة تحفكم وتغمركم كيفما كنتم.