المشاركات

عرض المشاركات من أكتوبر, ٢٠٢١

نور الله

صورة
  في ظِلال معيّة الله نور، وفي مفارقته ضلال، الله، لفظ الجمال والجلال، منبع الحب، أصل السكينة، وبلوغ المُحال. الروح من روحه، والجسد طوع اصطفائه. مرعبةٌ تلك الفكرة التي تحتمل تخلية الله بينك وبين نفسك، أن تنفصل عن المَدَد، أن تسبح وحدك في اللا حد، لا ترُوى رغم بحورك الغزيرة، ولا تجد مخرجًا رغم الأبواب المشرّعة، ولا تلتمس أُنسًا رغم الجموع. فكرة اللا اصطفاء، فكرة التخلّي، وأن تكون أنتَ، ونفسكَ المحتالة، ودنياك المختالة.. كل الحكاية. تقف الدنيا على قلبونا، بكل ثقلها، بكل مباهجها ومواجعها، بكل ركامها مما نحب أو ما لا نحب، تقف على قلوبنا، على جفوننا، على أطراف أصابعنا، نسير بها، أو نُسيّر لها، كما لو أنّها نحن، كما لو كانت بدايتنا والنهاية، ونَنسى فنُنسى. ننسى عالم النور، ذرّات البشر، ولحظة الميثاق، ننسى أننا كنّا هناك، قبل المجيئ إلى عالم ملغّم بالنسيان، أو التناسي، عالم يؤول إلى التلاشي، لكننا لم نزل نصدّقه بفكرة الخلود. فنحن نجيد الإيمان بما نراهُ، وترهقنا فكرة الغيب، ننغمس في الموجود، ونميل إلى المُشاهد، ونركنُ الروح في الطابق السفليّ من الذكرى، تحت أكوام من الموجودات، وهي تستجدي المح

الفن الحقيقي أزمة روحيّة

صورة
  "الفن الحقيقي أزمة روحيّة. والفنان الصادق كائنٌ مأزوم، يبحث عن إجابات، فإذا استراحت نفسه لبعضها، ذبُلت القدرة الفنية في روحه التي نالت قدرًا من اليقين. وهذا الذبول في حد ذاته إدراكٌ منه -ولو بشكل غير واع- لجوهر الظاهرة الفنّيّة التي تستنطق الوجود بمادتها وفي محيطها. فهذه القدرة التي لا تذبُل إلا ليحلّ محلّها اليقين... أو الموت. فالأسئلة لم تعد مؤرقة، بل ذابت وابتلعها الفضاء كما يراه الفنان: محض عدم، أو ذروة وجود." فكرة 347 ص 122. قرأت هذا النص لأوّل مرة في كتاب أفكار خارج القفص لمؤلفه عبد الرحمن أبو ذكري، كوني كنت أتأهّب لمناقشة هذا الكتاب في نادي قرائي. النص بديع إلا أنني حين أتممت بقيته لأبعد من هذا الاقتباس، خالفتُ الكاتب في الرأي، حيث قام الكاتب بوصف الفنان الذي زالت أزمته بأنه يرتزق بفنه. وكأن الفنان قد حُرّم عليه أن يكون فنّانًا بمجرّد أن فنّه لا ينطوي على أزمة. واليوم، تذكرت هذا النص فجأة حين شرعت في كتابة هذه التدوينة، فنسخت الاقتباس بالجزء   الذي أتفق معه فقط، أتفق نسبيًّا، فليس حصرًا أن صدق الفن يتوقف على تضمنه للأزمة، بل أن الفنّان المأزوم غالبًا ما يتصف (فنّه) ب