المشاركات

عرض المشاركات من أغسطس, ٢٠٢٢

على حائط ذكرى الطفولة - صور وتصوّرات

صورة
  بالكاد تفتح عينيها، الخادمة تحاول إيقاظها بثقل رغم جسمها النحيل وجرمها الصغير الذي لم يتجاوز السبع سنوات، تتناول الإفطار بنعاس، تودّع أخواتها اللواتي يذهبن معها إلى ذات المدرسة لتدخل كل واحدة منهن في صفّها، تستمع للدرس، تحين الفسحة، تنتظر بملل عند باب صف أختها الكبرى لتشتري لها شطيرة وعصير، وبعد ذلك تعود للعب مع صديقاتها، تقفز، تصرخ وتضحك، بكل ما أوتيَت من طفولة، ذكيّة ومجتهدة وهادئة وخجولة، لكنها في المقابل اجتماعيّة وتهوى إثراء علاقاتها بالثرثرة واللعب، تعود إلى منزلها والذي كان حينها بيت شعبي لجدها لأبيها في أوّل الحي، تعود إليه سيرًا على الأقدام برفقة أخواتها وبنات عمها، تستقبلها جدتها ذات الوجه المنير الأبيض المستدير، لتكمل اللعب في الحجرة الداخليّة، على مفارش السرير، بالقفز واللهو وإهدار ما تبقّى من طاقة لديها. فتاة تهوى اللعب، والعيش في الخيالات، مما يهبها إمكانيّة بث الروح في كل شيء حولها، في الجمادات، والجدران والثياب، بل وحتى جديلة شعرها، التي تتمثل لها كدمية عنقاء ذات خصلة ممشوقة، تمارس اللعب في الدهاليز، والسطح، بالعصيّ والدمى الصوفيّة أو البلاستيكيّة وبزجاجات عطور والديه