المشاركات

عرض المشاركات من نوفمبر, ٢٠٢١

يوميّات أسبوع خريفيّ

صورة
كان أسبوعًا لطيفًا، كلطافة الأجواء المتطلّعة للشتاء. أحب جدًّا أجواء هذه الأيام، أخرج دائمًا للتمتع بها، أقرأ ورد أو كتاب أو أهاتف صديقة أو أنصت إلى مفضلاتي الصوتية. وفي ذات الوقت، أحاول التأقلم مع ساعات الليل الطويل في هذا الموسم الخريفيّ. جلستُ طويلًا أمام مكتبتي لاختيار كتاب لهذا الموسم. أريده كتابًا طويلًا، لكن دون حكاية تُزحِم ذهني بالأسماء والأحداث، ودون فلسفة تتطلب تركيزي وحضور مفاهيمها في إدراكي، كذلك لا أفضل كتاب تطوير للذات لما يتطلبه من إقبال ووعي ذاتي. اخترت كتابًا طويلًا يلائم القراءة الطويلة التي قد ترخيني بعد زحام الالتزامات، وفي ذات الوقت ذو محتوى استطلاعي، لا يرتبط بتسلسل روائي أو ما شابه. الكتاب هو (تاريخ القراءة) لألبرتو مانغويل. مستمتعة حاليًّا في قراءة الفصل الأوّل منه، إلى الآن لم يشدني مستوى الترجمة العربيّة، لكن المفاهيم سلسلة ومنسابة وجميلة، كونها تقف على القراءة، كفعل، وتفسير، وتبرير إنساني. أحببت هذا الاقتباس في الصفحة 18 من فصل (الصفحة الأخيرة): إنه القارئ الذي يفسّر المعنى المقصود بالعلامات؛ إن القارئ هو الذي يتعرف في موضوع ما، أو مكان ما، أو حادث ما، ع

أيّام وليالي | يوميّات تدوينيّة

صورة
منذ نهاية أغسطس وحتى بداية نوفمبر وأنا أشعر بأن الحياة تركض، تركض بسرعة، لا تمهلني لألتقط أنفاسي، وأقضم اللحظة، وأمضغ الوقت، وأستلذ بساعات اليوم والليلة. كانت أيّامًا ولياليَ متناسلة، تتوالد بسرعة، وعليّ رعايتها بكل ما أوتيت من اهتمام، مهملةً رعايتي. كان هذا الأمر متوقّعًا كوني أنحى منحًا جديدًا في حياتي المهنيّة. وحين أقول جديدًا، فأنا أعني أنّه جديد على خبرتي وتجاربي السابقة، لذا، استوعبت هذه الحقيقة، واعتزمت منذ البداية خوض هذه التجربة بهدف مراقبة ذاتي خلال سيرها في هذا المنعطف. وقد كان أكثر ما لحظته خلال الأشهر الماضية هو أنني أركض، والركض أتعبني، وجعلني غير مؤهلة للعيش براحة بال مع روتيني، بكامل ارتوائي ورويّتي! بصراحة أرى بأنها مشكلة إن كان كل ما أمارسه من تجارب جديدة تحمل قدرًا من الالتزام سوف أعتبرها قيد لي ولحريّتي للعيش براحة وسلاسة. لذا تساءلت عن كيف لي أن أعيش التجربة بآدائها كما يتطلب الأمر ولا أهمل لياقتي الشخصيّة، في الطقوس المسليّة، الهوايات، العيش في اللحظة، بدل التفكير فيما كان وما سوف يأتي، وكأن العقل غدا مبرمجًا على إنهاء المهام والتفكير بالمستقبلي منها، الرتابة وال