المشاركات

عرض المشاركات من أبريل, ٢٠١٩

أبريل .. وذكرى الهديل

صورة
يرتبط شهر أبريل لدي بالراحلة هديل الحضيف رحمها الله، ودون تذكير أو الاستعانة بمنبهات التقويم، أتذكر رحيلها بتلقائية، والذي بدأت حكايته في الواحد والعشرين من شهر أبريل سنة 2008 حين غابت عن الوعي بعد ذكرى ميلادها بيومين واستمرت في سباتها حتى فارقت الحياة في السادس عشر من مايو لذات السنة. هديل الحضيف المدوّنة والقاصّة السعودية والملهمة الأولى لي، والتي لم أعرفها إلا بعد وفاتها، أعتقد بأن معرفة شخص بعد رحيله والعلّق به هو العجيبة الثامنة لعجائب الدنيا. كنت أجلس أمام شاشة التلفاز دون الاكتراث بمحتوى الشاشة، بل كنت أقرأ شريط الرسائل أسفلها. كان الشريط مليئاً بالتعازي والكلمات المفجوعة إثر رحيل فتاة تدعى هديل، وسمعت من حولي كذلك يتحدثون عنها بكلمات لطيفة، كنت في تلك الحقبة لا أملك أدنى فكرة عن التدوين والمدونات، لم أكن أدري ما الذي جعلني أهرول لجهازي المحمول وأكتب في محرك البحث اسمها حتى تظهر لي مدونتها " Heaven's Steps " أو " باب الجنة"، لم أكن أدري ما الذي كنت أودّ البحث عنه أو الوصول إليه. وحين ظهرت أمامي جنّتها الخاصة، سبحت في أرجائها ولم أعد حتى هذه الل

سهرةٌ أندلسية | عن الذكريات والموشحات

صورة
فضلت أن أقضي ليلتي الساكنة بسهرةٍ أندلسية أحكي فيها عن شغفي الأندلسيّ الدفين والذي يتيقظ مع التفاصيل الأندلسية من حولي في كل مرة، كلحن أندلسي أميل إليه دون علمي المسبق بانتسابه إلى الأندلس وبأنه قد نبع من وسط مجالس قصور قرطبة وإشبيليّة أو مع رواية تحمل قصصاً عن غرناطة وعن هجرة الغرناطيين نحو بلاد العالم أو مع قصيدة شعرية فاتنة صاغها شاعرٌ أندلسيٌ فصيح. فدائماً ما أرى الأندلس بعينٍ معجبة وشعور مرهف لا يمكنني وصفه من فرط الجمال والعز والدلال الذي أحاط بتلك الأرض في تلك الحقبة الزمنية. هنا حديث مفعم بالعبير الأندلسي والذكريات ولحن الموشحات. الذكريات الأندلسية: المصدر ( هنا ) لقد انطوت تلك الحقبة التي قامت فيها الأندلس وحتى سقوطها على ثمانية قرون، فكان عمراً مديداً من الازدهار والافتخار. كانت بداية تلك الحقبة الفتح الإسلامي الأول لهذه الأرض على يد القائد طارق بن زياد سنة 92 للهجرة فرسّخ فيها العقيدة الإسلامية وغرس دعائم الوحدة وخدم ساكنيها أيّما خدمة. ثم تلا عصر ذلك الفتح عصر الإمارة سنة 95 للهجرة حين حكم الداخل أرض الأندلس فحفظ استقرارها وبرزت حينها حضارتها وبدا ا

كم يجدر بنا أن نتوقف؟

صورة
كم يجدر بنا أن نتوقف لكي نعي أين نقف؟ كم من الأسئلة التي يجب أن نطرحها علينا كي ندرك كم بحوزتنا من الإجابات الواعية نحو مصيرنا. أدركت أننا بحاجة للتوقف لمسائلتنا أكثر من المضي قدماً لمجازفتنا. فنحن لا نملك سوى الظن، وإن الظن لا يغني من الحق شيئا. حين نطوي سبل الحياة علينا أن نتوقف لمسائلتنا فلربما كانت الحياة تطوينا، وحين نروي حكايتنا للعالم علينا أن نتمهل فيها فهي مَن سيروينا، فيما بعد. ولكل حدثٍ وحادثة حقٌ ضروري في التوقف والمراجعة والمحاسبة للنفس، فليس ذلك بالضعف أو التردد أو عدم اليقين، بل هو أصل القوة والتمكين. وأرى أن طول السير وخوض التجارب الجديدة بعنفوان وثقة كبيرة دون التوقف والمحاسبة وتقييم مدى توازننا في تلك التجارب سوف يحيلنا إلى نتائج قد لا ترضينا، والتي كان بإمكاننا تفاديها لو توقفنا في منتصف التجربة لتقييم أنفسنا من خلالها. لا مانع من المضي نحو التجارب والاكتشافات وخوض ماهو جديد وماتع، لكننا نظل بشراً معرضون للانغماس والانحباس وسط دائرة ضيقة لا نرى منها سوى ما نريد أن نراه، لذلك علينا أن نجابه تلك التجارب بعين ثالثة، ترينا أنفسنا ضد أنفسنا على كفة الحقيقة والتو

علّيُّون

صورة
أتممت قراءة كتاب علّيّون للكاتب صالح الخزيم من فترة قريبة بعد أن شدني محتواه وطرحه لسؤال لطيف وعميق: لماذا أختيرت جزيرة العرب كمنبع للرسالة المحمّديّة الموجّهة للعالم أجمع. بدأ الكتاب بالإجابة على هذا السؤال بشكل منطقي مع وقفات تاريخية توضح طبيعة نفوس وسيكولوجية العرب قبل الإسلام وبعده فكانت الإجابة نموذجية وحيّة بالرغم من الاعتراف بأن الحكمة ضالة المؤمن وتبقى الحكمة الكاملة لله وحده في اختياره لجزيرة العرب. أعجبني جداً طرح الكاتب لوقفات عظيمة وإلمامه بكافة الحقائق الذهبية حولها في كل فصل. فالكتاب بدى موضحاً في كل فصل موضوعاً حول دين الإسلام العظيم مبتدئاً بتساؤل اختيار الجزيرة العربية ثم متدرجاً بطرح أسئلة متتالية خلال الفصول الباقية، فقد ناقش الأسباب وراء "لماذا دين الإسلام هو دين الحق؟" وحقيقة البعثة المحمدية بشكل رائع مدعّم بالبراهين العقلية والدينيّة. ولم يغفل الكاتب عن طرح قضية الإسلام والسيف والإجابة عن سؤال هام كذلك " هل انتشر الإسلام بالسيف حقاً؟". أذهلني الكاتب بإجابته عن هذا السؤال والتي عرفتني على آيات ومفردات قرآنية كنت أجهل معناها ووقت نزول