كم يجدر بنا أن نتوقف؟





كم يجدر بنا أن نتوقف لكي نعي أين نقف؟ كم من الأسئلة التي يجب أن نطرحها علينا كي ندرك كم بحوزتنا من الإجابات الواعية نحو مصيرنا. أدركت أننا بحاجة للتوقف لمسائلتنا أكثر من المضي قدماً لمجازفتنا. فنحن لا نملك سوى الظن، وإن الظن لا يغني من الحق شيئا. حين نطوي سبل الحياة علينا أن نتوقف لمسائلتنا فلربما كانت الحياة تطوينا، وحين نروي حكايتنا للعالم علينا أن نتمهل فيها فهي مَن سيروينا، فيما بعد. ولكل حدثٍ وحادثة حقٌ ضروري في التوقف والمراجعة والمحاسبة للنفس، فليس ذلك بالضعف أو التردد أو عدم اليقين، بل هو أصل القوة والتمكين. وأرى أن طول السير وخوض التجارب الجديدة بعنفوان وثقة كبيرة دون التوقف والمحاسبة وتقييم مدى توازننا في تلك التجارب سوف يحيلنا إلى نتائج قد لا ترضينا، والتي كان بإمكاننا تفاديها لو توقفنا في منتصف التجربة لتقييم أنفسنا من خلالها. لا مانع من المضي نحو التجارب والاكتشافات وخوض ماهو جديد وماتع، لكننا نظل بشراً معرضون للانغماس والانحباس وسط دائرة ضيقة لا نرى منها سوى ما نريد أن نراه، لذلك علينا أن نجابه تلك التجارب بعين ثالثة، ترينا أنفسنا ضد أنفسنا على كفة الحقيقة والتوازن والعدل والإيمان والأخلاق والمبادئ، خاصة في زمن يعج بالتغيرات السريعة بشكل هائل في الأمور الفكرية والإنسانية والاجتماعية. توقفنا المستمر أساس التوازن المستقر، الذي من شأنه أن يدوم طويلاً خلال رحلتنا الحياتية، ليجعل منّا أشخاصاً ذوي ثقة بما يقومون بممارسته، وما سوف يقومون به مستقبلاً.



تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

المرأة من منظور "زمّليني"

أن تعيش حقيقتك – خطوات عميقة في معرفة النفس

مواليد التسعينات | بين القناعات والتحديات