المشاركات

عرض المشاركات من أكتوبر, ٢٠٢٢

حياة الركض لا تشبهني

صورة
  ما بوسع الإنسان أن يفعل حيال الركض، حيال حياة لا تهدأ، والتزامات لا تنتهي، ومشاوير لا تنطوي، و إشعارات لا تمهلك فرصة إتمامها لتأمل صفاء شاشة هاتفك من الأوسمة الحمراء، ومهام عمل ترفض أن تُمحى من قائمة الإنجازات، وعن بريد وظيفي لا يتوقف عن الرنين، وأمنيات صغيرة مؤجلة لا تكف عن الطنين، ما بوسع الإنسان أن يفعل حيال الإنهاك، وعدم القدرة على الفرار أو الفكاك! هل من الطبيعي أن يتنازل الإنسان عن أمور سعى لها بمجرد أنها تشعره بأنه منهك؟ أن ينسحب كجندي مهزوم من ساحة حرب؟ هل يُفترض أن يعتبرها حرب من الأساس؟ هل الروتين اليومي أو الوظيفي أو الظروف الاعتياديّة قد تبدو غير اعتياديّة في فترة ما من العمر؟ ماذا عن نسختنا الوديعة؟ ماذا عن قوتنا ونشاطنا وعنفوان رغباتنا؟ ماذا عن صفاء البال وضمان رغد العيش؟ أظنها تبدو كأمنيات، أو كمطالب يعز الحصول عليها في فترة تعج بالمسؤوليات الفردية وبناء النفس والاستقلاليّة وشق تجارب جديدة وإن كانت ثقيلة في سبيل تحقيق كل ذلك.   أعيش نسخة مناقضة مني، ومختلفة عني، مثالية ومنهكة، تؤدي كل شيء بانتظام، عدا تنظيم ذاتها، فذاتي مركونة جانبًا تنتظر مني انتشالها واحتضانها وا