المشاركات

عرض المشاركات من يوليو, ٢٠٢٠

موعد مع السماء

صورة
يوم عرفة، وموعد مع السماء، وعسى أن نلج.. "اللهم سق إليّ من رحمتك ما يغنيني، وأنزل عليّ من بركاتك ما يكفيني، وادفع عني من النقم ما يؤذيني، واقذف في قلبي من خشيتك ومعرفتك ما يحييني، وأفض عليّ من نور هدايتك ما يقربني منك ويدنيني، وارزقني من اليقين ما تثبت به فؤادي وعافني ظاهرًا وباطنًا من كل ما يؤذيني يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والإكرام، آمين"

طبيب الغلابة وثمن الإنسان

صورة
أثناء تصفحي لهاتفي مساء اليوم شاهدت خبر وفاة دكتور مصري يدعى محمد مشالي الملقّب بـ" طبيب الغلابة"، لم أعرفه مسبقًا لكن قصته استوقفتني وأدركت بعدها سبب انتشار خبر وفاته رحمه الله تعالى. دكتور محمد مشالي هو دكتور مصري، تخرج من كلية الطب ليعمل طبيبًا في الوحدات الريفيّة في مصر مؤمنًا بمبدأ "الطب مهنة إنسانيّة وليست تجارة". وكانت بدايات عطائه الإنساني ردة فعل لموقف تعرض له الدكتور مع طفل فقير. وهو طفل يعاني من داء السكري فضلًا عن الفقر المدقع الذي كانت تعانيه أسرته. ففي إحدى الأيام التي احتاج فيها هذا الطفل لحقنة الأونسولين وأعياه التعب، توجه لأمه مستغيثًا لتوفير حقنة له. لكن أمه لم تجد حيلة لأجل إغاثته لأنها باختصار لو اشترت له الحقنة سيموت إخوته جوعًا. فهرع الطفل لإحراق نفسه معترفًا لوالدته بأنه سيخلصها من حاجتها لصرفية دوائه. وكان الدكتور محمد هو الطبيب الذي استغاثت به الأسرة لإنقاذ الطفل من الحرق ولكن الطفل فارق الحياة في حضن الدكتور لأن قدر الموت كان أسرع من لهفة دكتور محمد لإحياء هذا الطفل. هذه الحادثة أثرت في الدكتور أيّما تأثير، وجعلته يصر على أن يشرّع أب

مكتبة إثراء وقراءات جديدة

صورة
مع عودة الحياة مؤخرًا شيئًا فشيئًا لوضعها الطبيعي، تواصلت مع مركز إثراء لأستفسر عن إمكانيّة الزيارة في هذه الفترة. كان من المبهج أن الأقسام الرئيسية للمركز تزاول نشاطها بالرغم من تراجع نشاط العديد من الفعاليات المُقامة دوريًّا في المركز بحكم التباعد الاجتماعي. لكنني لم أتوقع تراجع روّاد المركز إلى هذا الحد، فحين توجهنا لإثراء صباحًا كنّا الزوّار الوحيدين في هذا المبنى الكبير، كان الشعور غريبًا في الحقيقة، ولكنني وبعد مضي القليل من الوقت لحظت بدء توافد القليل من الزوّار. بالنسبة لي، فضلت أن يكون المكان هكذا لعدم الاحتكاك بجمع من الناس فضلًا عن فرصة توفّر الهدوء الملائم لساعات الصباح التي نويت أن أقضيها في المكتبة. لكنني قبل ذلك، توجهت للمتجر لاقتناء بعض الحاجيّات الملهمة وتناول المفرحات. في الواقع، لم يكن في خلدي أي توصية عن الكتب التي أود قراءتها (بالمناسبة، مكتبة إثراء توفر الكتب لقراءتها فقط وليس شراءها). فقد كانت خطتي هي التجول في قسم الأدب العربي والتقاط الكتب الملهمة بالنسبة لي والجلوس لقراءتها. الجميل في الأمر، أن المكتبة ترفع من شهيّة تجوالك واطلاعك على الكتب بتصميمها

الهويات القاتلة ونظرتي للهوية

صورة
قبل أيام أتممت قراءة كتاب الهويات القاتلة للروائي أمين معلوف، في الحقيقة هي المرّة الأولى التي أقرأ لأمين معلوف نمطًا كنمط هذا الكتاب، فقد اعتدت أن أقرأ رواياته التي أصنّفها إلى الآن من أقرب الروايات إلى ذائقتي من حيث السرد التاريخي والترجمة الأدبية الرفيعة واللمسة التشويقية أو الإنسانيّة (والتي لطالما عزمت على تخصيص تدوينة مستقلة عنها وعن أسلوب معلوف الإبداعي في السرد الروائي لولا إمهالي لنفسي كي أقرأ روايات أكثر له). بينما كتابه هذا الذي شدّني عنوانه لم يكن مؤلّفًا روائيًّا، بل عبارة عن طرح فكري شخصي يتناول فيه أمين معلوف موضوع الهويّة من منظوره بعد أن تعرّض للكثير من الأسئلة التي تنبش وراء ماهيّة هويّته المشتتة بين العربية اللبنانية والفرنسيّة وأطروحاته الشرقيّة والغربيّة. فاختار أن يجيب من خلال هذا الكتاب على تلك الأسئلة مدعمًا محتواه بتعريف الهويّة والحداثة وسبل تمكين العالم من العيش بتمازج بينهما في عصر العولمة من منظوره الشخصي. لقد كشف لي الكتاب عن عقليّة أمين معلوف الشخصيّة بعيدًا عن طرحه الروائي الذي كان يختبئ خلفه كفرد بعيدًا عن انتماءاته وآرائه الفردية ونظرته عن ج

أحلى كلمة ..

صورة
اليوم شاهدت مقطعًا قصيرًا لسؤال الغرباء عن أجمل شيء قد قيل لهم في حياتهم ولم ينسوه، استوقفتني تلك الجمل المتفاوتة بامتزاجها بطريقة تعبير أكثر تفاوتًا من مختلف الفئات والأعمار لتصنع تأثيرًا عميقًا بي. لقد حرّك هذا المقطع وتر أثر الكلمة، أحلى كلمة.  طريقة التعبير المتفاوتة ألهمتني، وجعلتني أتفكّر في كيفية تصوّر هؤلاء الأشخاص لأثر أحلى كلمة قيلت لهم. تأملت كيف أن بعضهم لم يجب بكلمة بل أجاب بشخص، كالأب الذي أجاب بـ: بنتي، فحجم تأثير كلماتها الحلوة عليه قد أُختُزِل فيها ككل، وفي قربها، وفي حنانها. أدركت أن أثر الكلمات الحُلوة أكثر من عدد أحرفها، وأبقى من زمن لحظات الاعتراف بها، وأوفى من امتداد العلاقات المنطوية عليها أو زوالها. أثر الكلمة كما أجاب أحدهم، بأنه ظل يتذكرها رغم رحيل قائلها، ومنهم من لم ينطق بها لكن لمعان عينيه كان كافيًا، ومنهم تلك السيّدة التي طبع الزمان بصمته على تجاعيدها لكنها لم تزل تذكر كلمات من حولها عن ملامح جمالها. ومنهم، بل أغلبهم من أجاب بكلمة أحبّك، والدعوات الصادقة. بعد إنهائي للمقطع وبشكل تلقائي أدرت السؤال لنفسي وأخذت أتأمّل أجمل الكلمات العالقة ف