في أن تكبر عاماً






أن تكبر عاماً آخر، فذلك لا يعني حفلة ميلاد، بل ميلاد احتفال، أي ولادة احتفال جديد بك تحديداً، ميلاد شعور جديد بالاستحقاق، وبأنك قد وصلت إلى مرحلة أفضل من سابقتها على أي صعيد من أصعدة الحياة، كالصعيد الاجتماعي، أو التطوير الذاتي، أو العلمي والمهاري، وغيرها. فتاريخ الميلاد ليس نقطة احتفالٍ بذكرى الميلاد الأولى قبل كل تلك السنوات، بل محطة احتفاء بالميلاد الذي وصلت نفسك إليه اليوم. يهمني جداً تاريخ ميلادي، كونني أعتبره نقطة انطلاقة السباق وحتى الميلاد الآخر الذي يكون شريط النهاية، والذي أتحدى نفسي قبل الوصول إليه بأن أحقق أكبر قدر يمكنني تحقيقه من الإنجازات. بالمناسبة، كلمة إنجازات تحتمل مقاييس عديدة، فهي ليست مشروطة على الشهادات والأوسمة، بل على مقاييس الشخص ذاته بحسب ظروفه ومبتغاه وأمنياته، كخروجه من دوامة البحث عن الذات، أو كتخلصه من تجربة اجتماعية مؤذية، أو كتحقيقه لرضاه عن نفسه بسعادة، أو إنهائه لقراءة كتب طال تأجيلها، أو تحقيقه لخطوته الأولى نحو مشروع لم يكتمل بعد، أو التزامه بتدليل نفسه والعناية بها أكثر من السابق، أو تغيير نمط صحته ومأكله. فحين ننظر لتلك الأمور على أنها إنجازات نستحق أن نولد من خلالها مجدداً مهما صغرت في نظر الآخرين سوف نكون ذوي قدرة أكبر لتحقيق ما هو أكبر منها مستقبلاً وبالتالي سنحقق ولادتنا ونضجنا الأكبر في كل عام. أخيراً، في محطة اليوم يمكنني القول لي كل عام وأنا أشعر بقيمة ما أملك بشكل أكبر، فشعورك بقيمة ما لديك أساس إيمانك باستحقاقك للجمال والسعادة ومصاحبة الأناس الطيبين والبعد عن اليأس أو الشتات، إيمانك بأنك تقف أكثر مما تتعثر، وبأنك تجد مبرراً جميلاً أو جيداً على الأقل لكل ما يحدث حولك، وإن لم تجد فأنت تصدق بخيريته بفضل الله ومعيته، كل عام والنفس كالطير، دائماً تتطلع للسماء، كي تكون بخير.



تعليقات

  1. ميلاد سعيد مليء بالحب الذي يكبر معه .. ونكبر نحن معه يا أختي

    ردحذف
  2. نورة فهد..
    عمري سعيد جداً بقربك يا توأمي المختلف.

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أن تعيش حقيقتك – خطوات عميقة في معرفة النفس

المرأة من منظور "زمّليني"

حياة الركض لا تشبهني