الروتين المتجدد






أكتب الآن في صبيحة اليوم الثامن والعشرين من شهر رمضان وشعور الحزن يخالجني لقرب انتهاء هذا الشهر. ممتنة لله على كل الأيام الماضية منذ بداية الشهر، فقد كانت أياماً عامرة بالهدوء الروحي والصفاء الداخلي بالرغم من ازدحام الجدول اليومي بطبيعته في هذا الشهر بين إعداد الإفطار والصلوات والزيارات العائلية والالتزامات الحياتية الأخرى. فقد حرصت في هذا الشهر على ساعات الفجر الأولى لأخذ وقت مستقطع مع العزلة في حضرة الإشراق، أو قراءة كتاب، أو غيرها من الأمور المحببة لدي، والذي كان له أثر كبير في تغلغل السلام والهدوء في داخلي، فساعات الصبح في رمضان ليست بأقل أهمية من ساعات لياليه العامرة بالروحانية وصلوات القيام.

في كل مرة يحل فيها شهر رمضان، وأعتقد بأنني سأقضي شهراً روتينيّاً، أجدني أعيشه بشكل مختلف تماماً عن سابقه في السنة الماضية، فيكون كالمعجزة التي تجدد فينا شعوراً ملائماً لوضعنا الحياتي الذي نعيشه في تلك السنة. فكل رمضان يجيء باطمئنان، وبسلام، وبمشاعر تلائم وضعنا في تلك السنة، كمواجهتنا لمرحلة جديدة في حياتنا، أو تحديات، أو مسارات عصيبة، أو حتى انتظار أشياء سعيدة لتحدث. لا أعرف كيف يمكن لذلك الشهر الروتيني أن يتجدد بشكل عظيم، يغمرنا في كل سنة بكل ما تتأمّله الروح التي تعاصر أحداثاُ مختلفة من بين كل تلك السنوات.

ممتنة لله على هذه المحطة الروحية التي لولاها لكانت السنة عبارة عن ركض مستمر وزحام روحي متكدس حتى النهايات، دون وضع نقطة للتوقف، لتأمل كوامن النفس، ولدراسة أخطائها وعثراتها برفقة الآيات والرسائل الربانية، وللتخطيط للبدايات، ومزيد من الأمنيات.

أحببت أن أشارككم تلاوة مسجد الحي الذي أحب الصلاة فيه بشكل يومي "هنـــا"، وبعضاً من اللقطات اللطيفة (اضغط على الصورة لمشاهدة حجمها الطبيعي).







تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

المرأة من منظور "زمّليني"

أن تعيش حقيقتك – خطوات عميقة في معرفة النفس

مواليد التسعينات | بين القناعات والتحديات