كيف تسلبنا الظنون
بالأمس وبعد متابعتي لحلقة مسلسلي الذي أشاهده، استوقفتني من خلال أحداثه فكرة الظنون وكيف لها أن تتخلل نفوسنا وحياتنا بطريقة مرعبة، بل قد تسلبنا وتتحكم بنا دون وعي منا، فتبني بداخلنا جبالاً من ثوابت من أصل ذرة من ظن عابر. يقول رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام: الظن أكذب الحديث. والمعضلة الكامنة في هذه الفكرة أننا قد لا نميّز الظن من بين الحقائق، فتبنى الثوابت في نفوسنا على الظنون دون بيّنة، وتسير على إثرها أفعالنا وقراراتنا تجاه الأشخاص الذين نحتك بهم أو الأمور التي نختلط بها. فقد نعتقد بأمر ما ونعتبره حقيقة ثابته فنقبل تبعاً لذلك على فعل جيد أو سيء لكننا لا ندرك تبعاته إلا بعد أن تنكشف الغمة وتصل تلك الحقيقة المزيفة إلى جدار مصمت لتبوح بأنها ليست حقيقة، وأنها لم تكن إلا ظناً، وبأنها لا يمكنها أن تؤدي إلى شيء سوى الشعور بالندم على ما قمنا بفعله، فيكون الندم حينها ختام تلك الحكاية. لم تكن لتتشكل تلك الفكرة السابقة في ذهني لولا تصويرها في المسلسل بوضوح في موقف امرأة ثلاثينية تلتقي بجارها الشاعر فتغرم به من بعد كلمة عابرة ألقاها عليها بأنها أجمل امرأة في العالم ك...