أرففي المتناسلة..



أحب الكتب و رائحة الورق و أرففي المتناسلة ... جمعت هذا النهار بعض الكتب من على أرفف مكتبتي لأتحدث عنها .. بعضها قد أتممت قراءته و بدأت به مجدّداً و البعض لم أننهِ بعد... حسناً لأبدأ الان باسم الله,,

في البداية سأتحدث عن رواية أوراق .. هذه الرواية ليست بالحديثة إصداراً و لا حتى قراءةةً .. فقد أتممت قراءتها منذ ثلاث سنوات تقريباً...المهم في الأمر أنني لم أتحدث عنها مجدّداً إلا لمحبتي لها.. هذه الرواية للأستاذ محمد الداود.. تحكي تفاصيل شاب غادر موطنه من أجل العلم .. و هي سرد من قبل الشاب نفسه.. أين ذهب اليوم .. ماذا شاهد.. و تجارب جميلة عاشها و تعلم منها..و بعضها قد تألّم بسببها..
ما أحببته فيها أنني قرأتها في سنتي الأولى في الجامعة فكان لها وقع خاص حين لم أعتد على أماكن الجامعة المزدحمة فكنت آوي إلى مخارج الطوارئ أو أزقة هادئة على السلالم و كأن شعور الشاب بالازدحام و الرغبة في الهدوء و التأقلم يراودني .. أحب تفاصيل الأماكن و الشوارع التي سردها و أوجه الناس التي يتفرّسها و يصفها باسلوب ماتع و ربما طريف.. استمتعت بقراءة تفاصيلها أكثر من هدفها الأساس ربما.. لكنها كانت جميله جدا بالنسبة إليّ..

الكتاب الثاني هو كتاب للشهداء لغازي القصيبي رحمه الله عبارة عن قصائد شعرية و الفكرة التي أعجبتني هي تخصيص كل قصيدة إلى فقيد أو فقيدة رغم أن نضم القصائد الجميلة فيه لم يكن إعجابي به للدرجة التي أقول عنها مذهلة أو ما شابه لكنها أبيات جميلة و ذات طابع يلامس موضع الألم  بدقة و منبع الشعور  بحرص..

الكتاب الثالث هو كتاب روائع الطنطاوي رحمه الله وقد تكلمت عنه في تدوينة سابقة بعنوان على مائدة الطنطاوي.. هذا الكتاب لن أتحدث عن محتواه أو عن سرده و سطوره بل سأتحدث عمن ألّفه.. هذا الكتاب كجلسة مع شخص يحكي لك حياته مواقفه تضحك معه ثم تبكي تتساءل كيف امتلك جرأة في ذلك الموقف و كيف عاش ذلك الموقف... أحياناً تمر بي مواقف أتذكر فيها تصرّف الطنطاوي رحمه الله مع مواقف مشابهة فأبتسم لأنّ تصرفه أطلّ عليّ تلقائيّاً مع الموقف.. لست دائماً أحب هذا النوع من الكتب و أعني به القراءة عن حياة الأشخاص و نجاحهم أو ما شابه لأنها قد تشعرني بالملل.. لكن الطنطاوي رحمه الله اختلف بالنسبة إليّ في هذا النوع و ما زلت أقرأ الكتاب و سأنهيه قريباً بإذن الله..

الكتاب الرابع كخة يا بابا للكاتب المبدع عبد الله المغلوث.. أشعر بحاجتنا لهذا الكتاب في المجتمع.. فقد سرد الكاتب فيه مظاهر تصيبني بالحنق أحياناً و أكد لي بأننا فعلاً نفتقد في حاجة للمبادرة بالإصلاح و التقدّم للأفضل في بعض الجوانب و المظاهر الخاطئة جداً.. أشعر بأ الأوان قد حان منذ وقت لأن نقرأه أو نقرأ فكتب تشابه هذا الكتاب لكي نعي الأخطاء الفادحة في المجتمع ... و لكي تُصلّح و تُمحى أخيراً..
بالمناسبة صدفة وجدت هذه الصورة و هي عبارة عن خريطة لمحتوى كتاب كخة يا بابا أعجبتني جداً..


الكتاب الخامس و الأخير قارع باب الجنة للمدونة هديل الحضيف رحمها الله.. الجزء الأول "من أفياء الجنة" من الكتاب عبارة عن مدونة باب الجنة بنسخة ورقيّة رغم تواجدها في فضاء الإنتر نت .. و الجزء الثاني " حوارات الهديل" عبارة عن حوارات مع هديل لمن يرغب في الإقتراب منها أكثر من خلال مقابلات أقيمت معها ضمن فعاليّات منتديات مختلفة... أما الجزء الثالث و الأخير "الهديل على المنصّة" فهو نص لمسرحيتها من يخشى الأبواب الفائزة بالمركز الأول في مسابقة النص المسرحي في جامعة الملك سعود 2006...يعجبني في هذا الكتاب أمران الأول هديل ذاتها رحمها الله و روحها المفعمة بكثير من الأمور التي لا يسعني ذكرها الآن.. و الأمر الاخر اسلوبها الأدبي الفذ .. أنصح بشدّة بالقراءة لكتاباتها... لديها القدرة على إيصال شعور كبير في كلمة واحدة و هذه الميزة لا يتقنها أي أحد...

أخيراً أود الإشادة بكتيّب صغير  يحوي صفحات بيضاء ليتيح لك فرصة حفظ ما قرأت..


 هذا الكتيّب اقتنيته من مؤسسة غراس.. يحتوي على خمسة أقسام  :
1.قرأتُ : تقوم بتوثيق عناوين الكتب التي أتممت قراءتها
2.اقتباسات: تقوم بتدوين اقتباسات تحبّها من خلال قراءتك..
3.اقتراحات الأصدقاء: وفيه تقوم بتديون رأي أصدقائك عن كتب معيّنة..
4.قائمة الكتب:وفيها تقوم بكتابة عنوان الكتاب و مؤلّفه و المكان الذي اقتنيتَه منه..
5.قرأته ففكرت: هنا لك المساحة لتتحدث عن أفكار جالت في داخلك بفعل القراءة لكتاب ما ..

أشعر بأنه يحفظ لك الكثير من أثر القراءة و الحفاظ عليها و شكري لمؤسسة غراس مجدّداً لأفكارها الفريدة و تصاميمها الجميلة جداً..

أخيراً... شكراً لقراءتكم هذه التدوينة الطويلة =) ^^

تعليقات

  1. جواهر المطيري28 مارس 2013 في 1:54 ص

    كتب أنيقة وقراءة ممتعة لك عزيزتي بشرى
    ول أنني لا امتلك أي منهم فأتمنى توافينا بتدوينة عن كل كتاب تنهينه منهم

    اعجبتني جداً فكرة غِراس في كتيّبهم خصوصاُ أنني انسانة اعشق التنظيم والترتيب . عندي كراسه لتدوين ماقرأته واقتباسات لكن لا اظن انه منظم كما اتمنى

    بوركتِ عزيزتي و وفقك المولى لكل خير

    ردحذف
  2. بــشرى28 مارس 2013 في 5:29 م

    جواهر المطيري

    مرحباً بطلتك أختي جواهر

    من ناحية الكتب فأنا من يجدر بي أن أستفيد منك ما شاء الله قارئة متذوقة و ليست قارئة و حسب
    بإذن الله لن ينتهي حديثي عن هذه الكتب في هذه التدوينة فقط
    بالنسبة لكتيب غراس جداً منظم و مناسب لك لحبك للقراءة الغير ضائعة =)
    هذا رابط المنتج يمكنك نسخه في المتصفح و زيارته,أسعدني مرورك =)

    http://gheerasworld.wordpress.com/2012/07/29/%D9%85%D9%86%D8%AA%D8%AC-%D9%88-%D8%A8%D9%8A%D8%AF%D9%8A-%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8/

    ردحذف
  3. غير معرف9 نوفمبر 2014 في 2:32 م

    جميل جدا حديثك عن الكتب أحببته قرائتها لكن لم اجدك باب الجنة إلى الآن :")




    رند

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

المرأة من منظور "زمّليني"

صورة
  ثمة شؤون نظنها يسيرة وصغيرة لكنها بعمقها تفتّق فينا معانٍ كبيرة. في إحدى لحظات التأمّل في كلمات لامستني عن المرأة، تأمّلت كم تعني المرأة لي قبل أن تعني لأي شخص آخر، ليس لكوني امرأة، بل لكوني شخص نظر إلى المرأة في تلك اللحظات من منظور إدراكي شديد العمق والحساسيّة. فنحن كأشخاص سواء كنا ذكورًا أم إناثًا نشأنا بجِبِلّة (فطرة أو خِلقة) شعوريّة وإدراكيّة تربطنا بالمرأة، كجبلّة الشخص تجاه أمّه، أو أخته، أو زوجته أو ابنته. فننشأ وفق تلك الفطرة الشعوريّة ونتصرّف تجاه تلك المرأة بمختلف روابطنا بها كما تمليه علينا تلك المشاعر الفطرية. وغالبًا ما تكون أنماط تلك التصرّفات الفطرية أو العلاقات بين الأشخاص والمرأة بمختلف رابطتهم بها متقاربة ومتشابهة ومتعارف عليها. في حين أن من ينظرون إلى المرأة من منظور أعمق إدراكيًّا وشعوريًّا سيتصرّفون تجاهها بعلاقة أسمى، وستربطهم بالمرأة علاقة ذات مستوى أعلى من حيث الإيمان بمكانتها وقدراتها وقيمها. إدراك عمق "المرأة": لا أشير في هذا السياق إلى نظرة المرأة لذاتها وإدراكها واحترامها لمكانتها قبل الاعتبار بنظرة الآخرين، فهذا الجانب بالذات له محط اهتمام عظي...
قراءة المزيد

أن تعيش حقيقتك – خطوات عميقة في معرفة النفس

صورة
  هذه التدوينة تجربة ذاتيّة أشارك فيها خلاصة الأشهر الماضية التي عشتها مع محاولات جادّة وعميقة لفهم حقيقة نفسي أكثر، أكتبها وكلّي أمل بأن تلامس أي فرد ينوي (بكل صدق) الإجابة على تساؤلاته إن كان يعيش حقيقته أو لا في فترته العمريّة الحاليّة، فطرح مثل هذا السؤال بصدق هو شرارة الغاية، والسعي للإجابة عليه خير وسيلة، دونكم خطوات تفيد في معرفة حقيقة النفس، رتبتها حسب التدرّج الزمني والمرحلي الذي عشته، وبإمكانكم قراءتها كأجزاء في أكثر من جلسة لاحتوائها على وسائل عمليّة تطبيقيّة تحتاج لوقت.   لا تقرأها إلا إن كنت مقتنعًا وجادًّا في معرفة نفسك أكثر، وتكون راغبًا فعليًّا بأن يكون القادم من حياتك يشبهك أكثر، تنسجم معه أكثر، وحقيقي أكثر. الخطوة الأولى| انتبه لشعورك بالكركبة: في أواخر شهر فبراير الماضي كنت أقضي أيامي في إجازة من العمل، كانت تلك الإجازة مختلفة بعض الشيء، بدأت بشعوري بالكركبة وبعدم الانسجام مع التفرغ بعد الزحام وعدم التأقلم مع ذهن يخلو فجأة من مهام آليّة لا تكف عن الإلحاح لأشهر متتالية، القفز مباشرة للمتعة والإنجازات المفيدة ومضاعفة الدوبامين لم يكن حلًّا، ففترة العمل الط...
قراءة المزيد

مواليد التسعينات | بين القناعات والتحديات

صورة
هذه التدوينة لا تعني تسليط الضوء على مثالية هذا الجيل بل بعض من جوانبه. مواليد التسعينات وتحديداً مَن وُلِدوا في أواخر الثمانينات وأوائل التسعينات أو السنوات الخمس الأولى منها هم من أعنيهم هنا خاصة أنني إحدى مواليد هذه الحقبة الحساسة الذين نشأوا   على تفاصيل حياتية متواضعة ربما لا تكون مختلفة عن الأجيال المقاربة أعني أننا قد نجد تلك التفاصيل الحياتية في الثمانينات كذلك لكن تلك التفاصيل اقترنت وانعجنت بنفوس أبناء مواليد التسعينات اعتماداً على مرحلتهم العمرية التي كانت متأهبة للتلقي، لتحيلهم إلى شباب اليوم، والذين امتدت مرحلتهم العمرية منذ تلك الحقبة بطولها وبتفاصيلها وبمنعطفاتها إلى اليوم، حيث لم يزالوا في طور الشباب والشخصية الباحثة والمستكشفة والمتحمّسة والساعية لبناء المستقبل. مواليد أوائل التسعينات هم من عاصروا أجيالاً في جيل، وهم من يمتلكون أكثر من دليل.. نحو الحياة وإيجاد النفس وموضعها الملائم في هذا العالم، لتجعل منهم أشخاصاً عالقين في الوقت الحالي بين القناعات والتحديات وبين الحذر والتردد والترقب والحماسة والانطلاق والتحليق. إن مواليد هذه الحقبة قد نشأوا ...
قراءة المزيد