أمنيات فتاة قنديلة

 


شعرت لوهلة أنني أعجميّة التدوين وغريبة في منزلي بعد أن أطلت الغياب الذي لم أعتده، وعدت مهرولة في موعد استثنائي بالنسبة لي، اليوم هو يوم ميلادي، أكتب هذه التدوينة في صباح هذا اليوم العزيز بعد أن قضيت ليلة ميلاديّة حافلة برفقة أمنياتي وأوراقي وقطعة كعك واحدة التهمتها على ضوء شموعي، لأتأمّل أمنياتي، أمنيات فتاة قنديلة.

ليلتها كنت أستمع بعشوائية لمقاطع ساوند كلاود، وداهمتني أغنية مفاجئة تحكي على لسانها أمنياتي تلك وبدقة عجيبة، لتجعلني أتعجب بل وأتأكّد من الصدف في حياتي، فكثير من الأمور الملائمة لشعوري واحتياجي و تطلعاتي تجيء دون تخطيط أو لنسمّيها مصادفة ومباغتة، مما يجعل وقعها في نفسي أكثر أثر.

ياريتنا قناديل – سيمونا ضو (للاستماع)


ياريتنا قناديل بليل مش من هون 

يهب الهوى ونميل نسكر ورانا الكون

وما نخاف تمرق ريح تطفينا

ويسكن جنون العاصفة فينا

هالعمر صار تقيل والليل عم بيميل

ياريتنا قناديل ...

 

يا ريتنا الورقات الي باخر الدفتر

تـ تكتر الكلمات عـ سطورنا وتصغر

ويضل فينا سطور تحلم بعمر النور

يا ريتنا قناديل

 

ويبقى لنا التنهيد من اخر الضحكة

ونصير ليل جديد بدموعنا نحكي

نهرب عـ آخر يوم ونسكن بحلم النوم

ياريتنا قناديل..ياريتنا قناديل..


يحين الميلاد ليذكرني بأن أولَد من جديد، من رحم متطلبّات الحياة إلى الحياة، من المعيشة إلى العيش، ومن مقت التسارع إلى التودد للحظة، ومن المثاليّة إلى الموازنة، ومن وسائل الإلهاء إلى سبل البركة، ومن الاعتماد الذاتي إلى العون الإلهي. فبشرى تتمنى دائمًا أن تتسع لتتهيأ لاتساع الحياة.

فكما تترنّم سيمونا ضو أردد خلفها بــ أجل، هذه أمنيات فتاة قنديلة، تتقن كيف تضيء بعد الحلكة، وكيف تتأرجح براحة بال وكأن الكون كلّه خلفها، ولا تهاب عواصف المتطلّبات وكونها مسؤولة ويُعتمَد عليها فالعطاء ليس انطفاء! صحيح بأن العمر يصبح أثقل في كل سنة لتراكمات الحياة، لكنها كائنٌ يهوى التخفف، ويلقي بقواه الخائرة في حِمى الله القويّ، ليترمم من جديد. ومهما طالت الحكاية، تكتفي بأن تحوز على الفصل الأخير، لتذيّله بحكمة أو درس مُستفاد، وتبقي السطور مفتوحة، لأنه لا خاتمة لعمر مفعم بالنّور.. وإن حاصرها الحزن، تفلت منه بدمعة وتنهيد، وتخلد للنّوم.

سأخلد الآن فعلًا للنوم، وكلّي ثناء وحمد لله، على ما مضى من العمر وما هو آت بمشيئته وإرادته، سأخلد للنوم تاركة للأمنيات فرص التحقق، وللصلوات يقين الإجابة، وللمتاعب والأحزان وسادة النسيان، وللخيبات الماضية مبهجات قادمة، ولبشرى، ميلاد جديد..


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أن تعيش حقيقتك – خطوات عميقة في معرفة النفس

المرأة من منظور "زمّليني"

حياة الركض لا تشبهني