المشاركات

عرض المشاركات من سبتمبر, ٢٠١٨

نشوة العلاقات

صورة
ما هي العلاقات؟ هل هي العلاقات التي اخترنا عقدها، أم تلك التي اختارتنا، كيف لها أن تكون ناجحة و مفعمة بالحياة، و كيف لها أن تكون هائمة على وجهها و مشوبة بالموت، كيف لتلك العلاقات أن تحيا بنا، لا أن نحيا بها؟ إن التساؤلات حول تلك الأفكار ستوردنا لتساؤلات أكثر .. سوف تفضي بنا إلى دراسة أنفسنا ولومها أحياناً و التحقيق معها فيما يجب علينا فعله و ما لا يجب ضمن تلك العلاقات، سوف تكون كالدرس الصارم الذي نتلقاه و نبدأ بحساب درجات تفوقنا فيه في كل موقف و حوار و اعتراف مع الطرف الآخر في علاقة ما.. فقط في سبيل أن تكون جيدة، أن تكون كما يجب، أن تكون تلك العلاقة قائمة و مستمرة، و إن قامات و اتكأت على رتابة الشعور، و رتابة الأيام، و رتابة الحياة، و موت النشوة. العلاقات لم تكن دائماً مشروعاً يتم التخطيط له، أو استثماراً ينبغي أن لا يخسر، العلاقات أكبر بكثير، العلاقات سرٌ مثير.. قد يبتدئ بالكره و التعجب و الصمت، و ينتهي بنا إلى الألفة و المودة و الارتباط. يمكننا أن نرى ذلك جلياً في صداقات طفولتنا العتيقة، و التي قد تكون بداية بعضها شعلة من الغيرة، أو تشابهاً في مشاعر الصمت و الخوف من الحدي...

شعور البدايات

صورة
أتأمل دائماً في شعور البدايات، النظرة الأولى، النبرة الأولى، الكلمة الأولى، المحاولة الأولى، الضحكة الأولى، الجنون الأول، الاعتراف الأول، الرسالة الأولى، المجازفة الأولى، الارتياح الأول، البكاء الأول، الغضب الأول، الصرخة الأولى، الاختفاء الأول.. و الكثير من البدايات التي حاولت الربط بينها، ما الذي يجعل وقعها أقوى، و ذكراها أعمق، و إن تكررت مرات و مرات.. يظل ذلك الإحساس الأول هو الأجدر بالقلب و الذكرى.. هل السبب في ذلك أن تلك المشاعر قد حدثت في البداية لكل حكاية، أم لأن ذلك الشعور الأول لم يكن يحمل أي تصور عن تلك التجربة أو الشخص.. أم لأن المرات الأولى تحمل في طياتها الغموض الممزوج بالبراءة.. أم لأن المشاعر الأولى كالطفل الخجول و ما يجري بعدها هو كالطفل الذي قد كبر عشر سنين! لا أعلم بالتحديد.. و لكن الذي أعلمه هو أن شعور البدايات جميل جداً و مثير للحكايات و الكتابات و الخاطرات، فشعور البدايات يوازي في جماله جمال الاتزان و الانتصارات لكل تلك التجارب.. حين نحافظ على سيرها باتجاه صحيح.. حين لا تفقد رونقها و حلاوة مشاعرها عبر السنين.. حين لا تقتصر على البدايات.. بل تقدم أصدق...

يوم طويل

صورة
يوم طويل، ابتدأ بحديث طويل مع مشرفتي في مكتبها المتواضع، حين قالت لي أنا قلقة بشأنك.. يجب عليك إنهاء المهام بأسرع وقت خلال هذا الفصل.. ابتسمت ضاحكة لا إرادياً وقلت: كل شيء سوف يكون على ما يُرام. لم يكن ردي بروداً أو تبلداً، بل كان إيماناً كبيراً بقدر جهلي لما سوف يحدث، كان ثباتاً بقدر التيه، كان سعادة بقدر التحدي. فحين يقول لك شخص ما أنا لا أثق بأنك تستطيع.. تجد في نفسك الاستطاعة أكثر مما سبق. هنا ينبع السؤال، هل نحن بحاجة إلى عدم الثقة لنثبت جدارتنا، أم هل نحن بحاجة إلى العنف لنثبت إنسانيتنا، أم هل نحن بحاجة إلى العنصرية لنثبت توحدنا، أظن بأننا محتاجون إلى التحديات.. لنثبت قوتنا.. لنثبت مدى تحملنا وصبرنا. حينها و بعد أن غادرت المكتب، فضلت الانتظار في صف طويل في سبيل كوب قهوة، و قراءة رواية أثناء الوقوف في الطابور، و فضلت الهدوء و الجلوس تحت مظلة خشبية تحت سماء النهار الحارة على الجلوس في داخل المقهى المكيف و المزدحم بالأحاديث و الضجيج، و فضلت التدوين من مقر العمل على التدوين من المنزل و الأريكة المريحة، أدركت حينها أن التحديات لها طعم لذيذ يوازي مرارتها.