شعور البدايات






أتأمل دائماً في شعور البدايات، النظرة الأولى، النبرة الأولى، الكلمة الأولى، المحاولة الأولى، الضحكة الأولى، الجنون الأول، الاعتراف الأول، الرسالة الأولى، المجازفة الأولى، الارتياح الأول، البكاء الأول، الغضب الأول، الصرخة الأولى، الاختفاء الأول.. و الكثير من البدايات التي حاولت الربط بينها، ما الذي يجعل وقعها أقوى، و ذكراها أعمق، و إن تكررت مرات و مرات.. يظل ذلك الإحساس الأول هو الأجدر بالقلب و الذكرى..
هل السبب في ذلك أن تلك المشاعر قد حدثت في البداية لكل حكاية، أم لأن ذلك الشعور الأول لم يكن يحمل أي تصور عن تلك التجربة أو الشخص.. أم لأن المرات الأولى تحمل في طياتها الغموض الممزوج بالبراءة.. أم لأن المشاعر الأولى كالطفل الخجول و ما يجري بعدها هو كالطفل الذي قد كبر عشر سنين!
لا أعلم بالتحديد.. و لكن الذي أعلمه هو أن شعور البدايات جميل جداً و مثير للحكايات و الكتابات و الخاطرات، فشعور البدايات يوازي في جماله جمال الاتزان و الانتصارات لكل تلك التجارب.. حين نحافظ على سيرها باتجاه صحيح.. حين لا تفقد رونقها و حلاوة مشاعرها عبر السنين.. حين لا تقتصر على البدايات.. بل تقدم أصدق الوعود إلى ما بعد النهايات.



تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

المرأة من منظور "زمّليني"

أن تعيش حقيقتك – خطوات عميقة في معرفة النفس

مواليد التسعينات | بين القناعات والتحديات