يوم طويل






يوم طويل، ابتدأ بحديث طويل مع مشرفتي في مكتبها المتواضع، حين قالت لي أنا قلقة بشأنك.. يجب عليك إنهاء المهام بأسرع وقت خلال هذا الفصل.. ابتسمت ضاحكة لا إرادياً وقلت: كل شيء سوف يكون على ما يُرام. لم يكن ردي بروداً أو تبلداً، بل كان إيماناً كبيراً بقدر جهلي لما سوف يحدث، كان ثباتاً بقدر التيه، كان سعادة بقدر التحدي.

فحين يقول لك شخص ما أنا لا أثق بأنك تستطيع.. تجد في نفسك الاستطاعة أكثر مما سبق. هنا ينبع السؤال، هل نحن بحاجة إلى عدم الثقة لنثبت جدارتنا، أم هل نحن بحاجة إلى العنف لنثبت إنسانيتنا، أم هل نحن بحاجة إلى العنصرية لنثبت توحدنا، أظن بأننا محتاجون إلى التحديات.. لنثبت قوتنا.. لنثبت مدى تحملنا وصبرنا.

حينها و بعد أن غادرت المكتب، فضلت الانتظار في صف طويل في سبيل كوب قهوة، و قراءة رواية أثناء الوقوف في الطابور، و فضلت الهدوء و الجلوس تحت مظلة خشبية تحت سماء النهار الحارة على الجلوس في داخل المقهى المكيف و المزدحم بالأحاديث و الضجيج، و فضلت التدوين من مقر العمل على التدوين من المنزل و الأريكة المريحة، أدركت حينها أن التحديات لها طعم لذيذ يوازي مرارتها.



تعليقات

  1. حبيت يومك الطويل .. أحيان فعلا نحتاج دفعة من أحد يقولنا ما تقدر عشان تطلع الطاقة من داخلنا وننجز وهو فعلا نوع من أنواع تحدي الذات .

    ردحذف
  2. معك حق داليا، و شكرًا لكلماتك.

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أن تعيش حقيقتك – خطوات عميقة في معرفة النفس

المرأة من منظور "زمّليني"

حياة الركض لا تشبهني