أحداث اليوم باسودادها و دمويّة أشباحها تنتشل من أذهاننا صورة بياض الحياة و شفافيتها , صورة الأحلام الزهرية ببساطتها , و صورة الطفولة بعفويتها .. لأجدني بعيدة عن الرغبة في السعي لإضافة البياض في هذا العالم , لا شيء يدعوني للرغبة في ذلك حينما يحيط بنا هذا الكم من الأخبار و الصور و الدمار و البكاء , لا شيء يدعوني للرغبة حينما أجدني أفتح التلفاز لأرى الجوعى يصطرخون و في كفي كعكة الآيس كريم المفضلة , لا شيء يدعوني للرغبة في السعي لأكون في العالم فرحًا يُذكَر .. أو نسمة ضحكات تعبر .. أو حتى غصنًا أخضر , هنا ذكرت الغصن فجأة.. فعبرني حديث رسولي الكريم صلى الله عليه و سلّم و الفسيلة , عبرني في وقته المناسب , حين اكتظ العالم بالتربة المختلطة بالرماد , حين شكت الفسائل هل من عباد ؟ ليغرسوها وسط التراب و الله يسقيها, عبرني ذلك الحديث : "إنْ قامَتِ الساعةُ وفي يدِ أحدِكمْ فَسِيلةٌ ، فإنِ استطاعَ أنْ لا تقومَ حتى يَغرِسَها فلْيغرِسْهَا " المصدر : صحيح الجامع كلمات عظيمات تتكسر أمامها كلماتنا الواهنة .. المنحنية بيأس.. كلمات تشفي الصدر و تجدد نبض القلب.. و تحذ اله...