الزمن الجميل

هنا أذكر الزمن الجميل عند عبور هذه الصور و الأصوات أمامي .. أذكر شعوري و ساعاتي الطويلة أمام الشاشة و رسوخ تلك القصص الجميلة في ذهني و التي تعود لأكثر من خمسة عشر سنة ,

شما في البراري الخضراء .. حكاية الطفلة التي حلّت كعاملة لبيت في الريف فكانت الصدمة لدى أصحاب البيت بها بعد طلبهم لعامل و ليس عاملة و التي تزامنت مع صدمة شما بالريف ذاته و جمال التفاصيل .. شما حكاية أثرت بي جدًا في صغري خصوصًا أنني كنت أتابعها أثناء تواجدي في بيئة مشابهة لبيئة شما في فترة استقراري في بريطانيا .. كنت ألعب و ألهو فوق التل كشما أعبر بجانب النهر كشما .. أحب ارتداء القبعات الكبيرة و الفساتين كشما .. ربما لم ألحظ أنني أحاكي حكاية شما .. لكن على أية حال حكايا الكرتون ترسم طفولتنا بغض النظر عن اختلاف الأجيال..

أورسن و أوليفيا حكاية الفقيران اللذان يغامران في كل يوم لأجل لقمة أو لأجل مساعدة فقير مثلهم .. حياة البساطة و الأرصفة و الخيام التي لا تحرمهم الضحك .. كانت حياة فريدة..

وادي الأمان . وادٍ آخر .. هدوء و سكينة تجلعني دائمًا أتمنى زيارة وادي الأمان فعلاً,

وداعًا ماركو , حكاية أثرت بي جدًا, كانت حكاية حزينة لطفل تاه عن أمه طوال فترة الحكاية,فقط من أجل أن يوفر لها الدواء .. كانت حكاية أقرب للمأساوية لكنها تحمل شعورًا قاسٍ بالمسؤولية..

مرحبا أنا آكو , هذه القصة نوع فريد.. النوع الذي كنت أحب و أهوى و لربما كل فتاة في الصغر, الفتاة التي تغدو زوجة ثم الزوجة التي تغدو أمًّا ثم الأم التي تغدو مربية و طاهية و زوجة و فتاة مرحة مجدّدًا, جميلة هي آكو , الكثير من التفاصيل و الضحك و المفاجآت المحشوة بالشعور في كل لحظة من حياتها, عشت معه بصدق لا أزال أذكره إلى هذه اللحظة..

كان يا ما كان , مسلسل رائع خيالي مفيد جدًا, يضعك وسط العِبرة لتتقن استيعابها , و يضعك وسط الشجاعة لتتقن استخدامها , و يضعك وسط الفطنة لتتقن استغلالها و يضعك في الكثير من القصص التي ترسخ في الذهن و تنير عقلك الصغير كطفل ذو روح مشرّعة..

قرية التوت , كيف هي المغامرة مع الأعداء بسلام , و كيف لبيت أن يكون فوق الأغصان , و كيف هي القرية بين الطيب و الغيور و المسالم و الفتّان =) أجدني أنسج الكلمات كما لو كانت في قرية التوت متناسقة و جميلة هادئة و مثيرة لنخرج من الحلقة بموقف لا ينسى مع الثلاثي المرح..

و أخيرًا صاحب الظل الطويل , جودي و مراحل حياتها بأدق التفاصيل جعلت مني شخص ينتشي لنشوتها و يحزن و يبكي فعلاً لبكائها , براءتها مغامراتها منذ دار الأيتام و حتى حفل تخرجها الكبير .. مفاجآت صاحب الظل الطويل كانت تصنع الكثير بداخلها و ربما داخلي.. تشعرنا بأن في الحياة إمكانية وجود أشخاص مخفيون عن ناظريك لكنهم أساس سعادتك.

لا أعتبر كل ما ذُكِر صورًا و رسموات لأن هناك الكثير منها الذي لم أذكره ( الكثير الكثير).. و لربما وضعت المزيد هنا في الفترات القادمة على تفاوت فلقد أعجبتني الفكرة .. لكنني أعتبر كل هذا زمنًا من عمري .. زمنًا جميلا صافٍ .. زمن يضم بالنا الخالي في الطفولة و حكايات مثيرة و من ثم حياة ننسجها ببراءتنا تاشبه ما تلقّينا.. فنركض بفسحة التل و نغامر بشعور الصمود و نجرب لعبة الأسى و الفقر الذي يجعل منا شخصًا أقوى .. فقط لنعيد حلاوة الشعور كما تلقيناه بحلاوة !