غياب الهديل





في الفترة السابقة احتجت اقتناء كتب هديل رحمها الله بغرض إهداءها لأشخاص لكنني لم أجد النسخ متوفرة في المكتبات و بعد بحث طال سعدت بتوفرها مجدّدًا لكن بأغلفة جديدة و طبعة محدثة, ما يهمني هو استمرارية تواجدها و بقاء صدى الهديل المتناغم.

في هذه الأيام وحين وصلت الكتب و استلمتها لفتني تاريخ الغياب خلف غلاف الكتاب , 21 أبريل ,حين غابت هديل عن الوعي في مثل هذا الشهر و في مثل هذا اليوم بالضبط و قبل ثمان سنوات, ذلك الغياب الذي آذن بالرحيل و الذي على ذكره حتى وصل إليّ عن طريق تعليقات أسفل شاشة التلفاز في شريط الرسائل لإحدى القنوات في ذلك الحين , لأتعجب من هي هديل و التي يكتظ ذلك الشريط باسمها.. لتبدأ حكاية الإلهام و حب هديل و ثم الوجع الذي ينبض حين أذكر أنها لم تعد هنا لكنها أبقت الكثير لي و لغيري لكي نعرفها جيّدًا.


رحمها الله تبقى ملهمتي الأولى من البشر في العطاء و في المناضلة للحق بالقلم و في إثبات وجودي كفرد أو إنسان و بأي وسيلة أستطيعها و إن كانت خلف شاشات عريضة و عالم افتراضي كالمدونات, أفتقد مدونتها التي كنت أزورها و بدت محجوبة منذ فترة و متعطلة مما جعلني ذات شغف باستمرارية طباعة كتبها على الأقل. فبعض البشر يتركون أثرًا كبيرًا و كأنهم يورّثون صدق شعورهم و صفاء نواياهم لمن بعدهم من حيث لا يحتسبون , فيحيون فيك الكثير مما كانوا يحيون عليه كهديل التي بغايبها أحيت بي مسؤولية القلم و فضل حمل رسالة الحق و إيصال صوتها و جمال العطاء و لو كان بسيطًا و البقاء بروح طفل و إن شاخت الروح...كثيرُ هم الراحلون و قليل من يبقون بعد الرحيل. رحم الله الهديل.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أن تعيش حقيقتك – خطوات عميقة في معرفة النفس

المرأة من منظور "زمّليني"

ثمن التجربة