رويدًا باتجاه الأرض

كنتُ في زيارة للبحر هربًا من غرق اليابسة وروتين ركض المدينة، كنت أحس بحاجتي للساحل لإعادة تشكيل طينتي النفسية، ورويّتي الحياتيّة، كمحاولة لاستعادة الأنا من أنانيّة المهنة وقائمة التزامات لا تفتأ تستطيل وتتفرع وتلتف حولي حتى بدأت أنساني وأفقد إنساني. أمام البحر مارستُ طقوس طفولتي، انغمرتُ في الماء، وحملتُ الطين في كفّي، جمعتُ الأصداف، وركضت بقبعة القش على جانب الشاطئ بخطوة في الهواء وأخرى باغتتني بانغراسها في الطين والماء، داعبتُ الغروب بأغنية فلحقتني الشمس، واستحال غروبها إشراقًا فيّ، رافقتُ أناس أحبهم وضحكت حدّ التبلل بالدموع، بتّ بمسكن على الساحل واختليت بأحزاني حتى غادرتني بالدموع كذلك. في اليوم الأخير اغتنمتُ سويعات ما قبل العودة لزيارة مكان أحبه تربطني به ذكريات حنونة ولحظات خاصة من الدهشة والإلهام، مركز إثراء. كان الوقت صباحًا وكان الهدوء طاغيًا. لم يكن هناك تخطيط سوى زيارة متحف للحِرَف اليدويّة ثم الاختلاء بكتاب قيد الصدفة في المكتبة. وفعلًا بعد انتهاء جولة المتحف الفريدة والتي أخذتني لفرصة التعرف على أسرار مخطوطات أثريّة وتحف فنيّة وزيارة ركن الروشن الحجازي الذي تتخلله الإض...