إحدى عشر سنة تدوين
أن تكون مدوّن، أي أن تكون مخلص، مخلص للمعاني العابرة، وللتفاصيل التي لا يكترث بها كثير من الناس، مخلص للحظة، وللكلمة، وللنغمة، وللصورة، وللنكهة، وللضحكة، وللدمعة، ولكل ما عبر في الحياة، لكنه استقر في داخلك، ستكون مخلص له. هذه سنتي الحادية عشر مع التدوين، مع العيش مخلصة لحياتي، من خلال كلماتي. خلال هذه السنة، لحظت تفرّع الرغبة التدوينيّة في داخلي، والتي أخذت بي من منزلي الذي أنثر فيه كلماتي، إلى منازل أخرى تطل على المعاني التي أود التدوين عنها لكن بإطلالة مختلفة، فقمت بإنشاء ( قناة يوتيوب ) أوثّق فيها تفاصيل منوّعة واعتياديّة، لكن بطريقتي الخاصّة، كما قمت بفتح ( قناة صوتية ) في ساوند كلاود لنفس الغرض. فلقد التمست فيّ حسًّا إضافي لتوثيق المرئيّات والصوتيّات، وكانت تلك الرغبة ملحّة بشكل كبير، لدرجة ارتباطها بالمعاني التي أود الكتابة عنها، وكأنها ستكتمل بها. على كل حال، لم يؤثر ذلك قط على حبّي وولائي وانتمائي للتدوين الكتابي، بل كان متفرّعًا منه، وغير منفصل عنه، فكانت تلك الصوتيّات والمرئيّات تابعة لمحتوى التدوين الكتابي هنا، فهو الأصل الذي غرست فيه المعاني، ونمت فيه سيقان الأمان...