يوميّات أسبوع خريفيّ
كان أسبوعًا لطيفًا، كلطافة الأجواء المتطلّعة للشتاء. أحب جدًّا أجواء هذه الأيام، أخرج دائمًا للتمتع بها، أقرأ ورد أو كتاب أو أهاتف صديقة أو أنصت إلى مفضلاتي الصوتية. وفي ذات الوقت، أحاول التأقلم مع ساعات الليل الطويل في هذا الموسم الخريفيّ. جلستُ طويلًا أمام مكتبتي لاختيار كتاب لهذا الموسم. أريده كتابًا طويلًا، لكن دون حكاية تُزحِم ذهني بالأسماء والأحداث، ودون فلسفة تتطلب تركيزي وحضور مفاهيمها في إدراكي، كذلك لا أفضل كتاب تطوير للذات لما يتطلبه من إقبال ووعي ذاتي. اخترت كتابًا طويلًا يلائم القراءة الطويلة التي قد ترخيني بعد زحام الالتزامات، وفي ذات الوقت ذو محتوى استطلاعي، لا يرتبط بتسلسل روائي أو ما شابه. الكتاب هو (تاريخ القراءة) لألبرتو مانغويل. مستمتعة حاليًّا في قراءة الفصل الأوّل منه، إلى الآن لم يشدني مستوى الترجمة العربيّة، لكن المفاهيم سلسلة ومنسابة وجميلة، كونها تقف على القراءة، كفعل، وتفسير، وتبرير إنساني. أحببت هذا الاقتباس في الصفحة 18 من فصل (الصفحة الأخيرة): إنه القارئ الذي يفسّر المعنى المقصود بالعلامات؛ إن القارئ هو الذي يتعرف في موضوع ما، أو مكان ما، أو حادث ما، ع...