أسبوع أدبي لطيف





الأسبوع الماضي كان أسبوعاً لطيفاً بالنسبة لي، فقد صادف أحداثًا لطيفة رغم بساطتها كونها لامست اهتمامي الأدبي، فأحببت تدوينها. كانت البداية بحضور ورشة بعنوان "حول الكتابة والكاتب"، والتي قدمها الأديب عبد الله عادل تحت مظلة نادي كتابي الثقافي، في الحقيقة هذه تعتبر المرة الأولى التي أعرف فيها الأديب عبد الله عن كثب، وقد كنت متأهبة لحضور الورشة كدورة نظرية مليئة بالمعلومات، لكنني تفاجأت بمحتوى إثرائي ثقافي ومداخلات قيّمة. أخذنا عبد الله عادل من خلال الورشة نحو الكتابة الحقيقية والكاتب الحقيقيّ ومصنع الكتابة المتفرّد والذي يمكن للكاتب من خلاله صناعة نفسه بشخصيات أساسية بدءًا بشخصية القارئ فالباحث ثم الناقد والإبداعي المطوّر وغيرها من المفاهيم الهامّة جداً لكل شخص يخوض في مجال كتابة المحتوى كمهنة ويود صناعة قيمته الأدبية على بيّنة. اختتم الأديب الورشة بجملة رائعة مفادها: الكاتب يمتلك الاهتمام والهم، ومن يعتقد بأن الكتابة أمر سهل فهو يحلم، فمهنة الكتابة مُنهِكة ومهلكة لكنها ليست مستحيلة! فكانت تلك الجمل أشبه بالمواساة والدافع القوي لي لبذل المزيد من الجهد في خضم مهنتي الكتابية.

ومن المصادفة الجميلة في ذات الأسبوع، صدور حلقة جديدة من بودكاست جولان لضيفها الأديب عبدالله عادل، في الحقيقة كنت متشوقة للحلقة كونها ستعرفني عليه أكثر بعد أن ألهمني حديثه في الورشة، كانت الحلقة سلسلة ولطيفة عبّر فيها عن مشواره الأدبي وروايته الأولى (الصوفيّ الأول)، والأجمل هو وقوفه على معانٍ عميقة ذات طرح متواضع حكى فيها عن معنى الانتماء للأحياء والأزقة والفوضى والهويّة الكبرى بعيداً عن الهويات الاجتماعية والانتماءات العرقية مستشهداً بهوية المورسكيين. الحلقة شكّلت لديّ نظرة أعمق تجاه بعض انتماءاتي لجوانب حياتية وتفسيراتي لذاتي وهويّتي. أترككم مع الحلقة اللطيفة.


وأخيراً، صادف الأسبوع وصول كتاب طال انتظاره، في الحقيقة وجدت هذا الكتاب صدفة في مكتبة لقراءة الكتب فقط دون شرائها، فالتقطته بفعل انجذابي لعنوانه (رائحة المكان) والنبذة المطبوعة في الخلف لا أكثر، دون معرفة سابقة به، الغريب في الأمر هو إصراري على اقتنائه وعدم يأسي من محاولاتي التي استغرقت شهرين لتوفيره، فوصل صدفة خلال هذا الأسبوع.


الجدير بالذكر هو أنني ذهلت من محتوى الكتاب بعد شروعي في قراءته والذي طابق ذوقيتي الأدبية بشكل غريب، وكأن حدسي وإصراري على اقتنائه كان يؤمن بأهمية محتواه وبمشابهته لميولي. أجدني مستمتعة حالياً بقراءة النص في هذا الكتاب برفقة فاصلة كتاب صنعتها بنفسي، فمحتوى الكتاب قدم لي جانباً آخر من مستوى الكتابة السردية الثقيلة، الرصينة، ذات الحبكة والمعنى والنظم الفريد الذي كنت متعطشة له في كومة الوقت الراهن الفقير أدبياً، المتراجع في مؤلفات الكتابة السردية الفذة. ومن هنا فإنني أنوي الكتابة عن الكتاب في تدوينة أدبية خاصة فور إنهائي له بإذن الله. أخيراً، كل الشكر لكم أحبتي لمشاركتي أحداثي المتواضعة.



تعليقات

  1. مساء الخير بشرى

    للتو أسمع عن مصطلح المورسيكين وشدني، فتمت إضافة البودكاست للمفضلة.

    شكرًا لمشاركتك فعاليتك الأدبية لهذا الأسبوع.

    ردحذف
  2. Lenaad

    مسائك نور وسرور، سعيدة بإضافة شيء جميل لقائمتك،
    شكراً لتواجدك عزيزتي 3>

    ردحذف
  3. شكرًا بشرى، أستمتع بقراءة تدويناتك دومًا
    شكرًأ لتعريفي بنادي كتابي والبودكاست المذكور
    أعتذر لقلة التعليق، متابعة باهتمام :)

    ردحذف
  4. nawartaha

    الشكر لك على تواجدك واهتمامك، أسعد وأتشرف جداً بك عزيزتي =)

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

المرأة من منظور "زمّليني"

أن تعيش حقيقتك – خطوات عميقة في معرفة النفس

مواليد التسعينات | بين القناعات والتحديات