ذوبان الشعور
قد نظن يوماً أن الأشخاص القريبون منا كما لو كانوا حقيقةً محضة لا يمكن أن تتبدل طوال الدهر، لكننا نبدأ باستشعار تآكل ذلك الشعور شيئاً فشيئاً أمام حقيقة تغيرهم البطيئة وابتعادهم المبرر والغير مبرر. ندرك حينها أن الشعور تجاههم بدا قابلاً للذوبان، بدا مؤهلاً لأن يكون سائلاً أو بخاراً مع مرور الأيام. لا فائدة من طرح الكثير من التساؤلات في هذا المقام، لمَ و لماذا و لمَ لا..! فحين يحدث التغير و الجفاء.. لا يفيد الاستجداء. لا تستجدي شعوراً صادقاً أو وفاءاً فائتاً. فالاستجداء لا يُجدي..لأنه سوف يفضي بك إلى قرب مزيف و إلى مشاعر متهالكة تبدو كالجليد المهشم بعد أن كان سائلاً ذائباً. بالمناسبة، لا يمكن للشعور الصادق أن يكون متهالكاً.. الشعور الصادق إما أن يكون أو لا يكون البتة، إما أن يكون ثابتاً صريحاً قوياً، أو لا يكون. لأنه حين يكون بصورته الهشة الواهنة ( الاقتراب تارة و الجفاء تارة أخرى بشكل تعسفي) فلن يكون شعوراً صادقاً، بل سوف يشوه ذلك الشعور العشوائي معنى الصدق الخالص. سوف ندرك بابتعادهم الغريب و اقترابهم المريب معنى الحياة، فالحياة ذات تقلبات في كل ليلة و نهار.. كما الشعور القابل ...