رمضان روحانية الروح






ربما أنني قدمت متأخرة لألقي تحيتي الخاصة بهذا الشهر الفضيل, و لكنني أبرر تأخري بأنني لم أكن أرغب بكتابة تحية ذات طابع رتابي و مفروغ منه. خلال الأيام السابقة و مع إقبال شهر رمضان كنت للتو قد انتهيت من مشاغل الدراسة و لم أزل في صدد شطب الكثير من المهام المكدسة و تدوين مهام أخرى لمشاغل دراسية قادمة كذلك , فخطة السنة الدراسية لم تمهلني لأخذ فرصة لإفلات شعوري بحرية تامة نحو روحانية رمضان. لم أكن بالصفاء التام, لم أكن بالفراغ الروحي المطلوب لاستقبال مشاعر جديدة لكي تملأ هذا الفراغ. وبعد أن تحقق هذا الفراغ و الصفاء كان لهذا الشهر وقع خاص في داخلي و تحية تليق به حقاً. في نظري, ما يعين على تحقيق صفاء النفس هو التخفف من الكثير مما يثقل عواتق الروح من المهام و الشواغل, التخفف من الزيارات و الأحاديث المطولة.. التخفف من التفكير العميق بالماضي و المستقبل.. و الشروع فقط بعيش تلك الأيام بحرية كطير ذو أجنحة عريضة.. ترفرف بين صفوف الصلاة و موائد الإفطار المتواضعة و بين صفحات المصاحف و أسطر كتاب مفيد. رمضان فرصة عظيمة للتخفف و تحقيق الراحة من الماضي و تحصيل الزاد الروحي للآتي لتحمل المراحل المستقبلية. لم يكن رمضان يوماً صياماً عن الطعام فقط و إفطاراً بعد غروب الشمس, بل هو صيام الروح عن ما يؤذيها و صيام اللسان عن ما يدسنه كذلك.. لتتيقن في نهاية الشهر بأن شيئاً ما قد تجدد بداخلك, و قد بدا ناصع اللون.. خفيف الوزن... مرتاح الشعور.


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أن تعيش حقيقتك – خطوات عميقة في معرفة النفس

المرأة من منظور "زمّليني"

حياة الركض لا تشبهني