17 مارس .. مرت سبع سنوات
أنا هنا
مجددًا، أنا هنا لأجل الوفاء.. لأجل أن يستمر و لا ينقطع و إن تقطعت زياراتي وبدا مكوثي
في هذا المنزل قليلاً، أنا لم أهاجر، ولن أهاجر، فالوطن لا يُمكن أن يُستبدل، و هذا
المنزل الزهريّ وطني، فيه قد نمت جذوري وانبرى قلمي، فيه قد على صوت خشخشة خربشاتي
و كتاباتي، فيه قد عانق ألمي و فرحي صداه لكي يأنَس. منزلي الزهري هذا يشهد على تجاربي
الأولى في الكتابة، على محاولاتي التي كنت أكن لها كل الولاء و أرسم لها الشأن الأكبر
في المستقبل، كتأليف الكتب و نشر القصائد، و هذا ما يحدث اليوم فعلاً و بعد سبع سنوات
منذ أن رأت مدونتي النور، فحين يسألني أحدهم كيف بدأت الكتابة، كيف انساب قلمك و جرى
صوتك و شعورك من خلاله، فأجيبهم: من هنا. حين فتحت صفحتي الأولى و نثرت ألمي عن البلدان
المغتصَبَة، حين شعرت بأنني سعيدة فكتبت ضحكاتي أحرفاُ، حين ملأني الشوق و لم أسعه
فنثرته في مرافق هذا المنزل.. أجل من هنا.. من هنا تعلمت أن أكتب بصدق كما لو أن ملايين
الناس ستقرؤني، و تعلمت أن أحجب قلمي بصدق كما لو أن شخصاً واحداً انتظر مني أن أكتب
لأجل أن يُقال لي كاتبة. شكراً لله حين ساقني لما كنت أريده وأجهله في آن واحد، فقد
كنت أفتح صفحات الوورد في جهازي في صغري و أكتب خواطري و أرسم في مخيلتي شخصاً آخر
يقرؤني فأترك تعليقه أسفل الخاطرة لأحقق في نفسي شعور التدوين دون أن أدرك بأنه هو
التدوين. شكراً لله ثم لكل من يزورني هنا بقصد أو بغير قصد، شكراً للصدف التي جعلت
من يمر هنا يلقي تحية خالدة، و شكراً لمنزلي الذي احتوى كل هؤلاء .. و احتواني.
تعليقات
إرسال تعليق