ثمة شؤون نظنها يسيرة وصغيرة لكنها بعمقها تفتّق فينا معانٍ كبيرة. في إحدى لحظات التأمّل في كلمات لامستني عن المرأة، تأمّلت كم تعني المرأة لي قبل أن تعني لأي شخص آخر، ليس لكوني امرأة، بل لكوني شخص نظر إلى المرأة في تلك اللحظات من منظور إدراكي شديد العمق والحساسيّة. فنحن كأشخاص سواء كنا ذكورًا أم إناثًا نشأنا بجِبِلّة (فطرة أو خِلقة) شعوريّة وإدراكيّة تربطنا بالمرأة، كجبلّة الشخص تجاه أمّه، أو أخته، أو زوجته أو ابنته. فننشأ وفق تلك الفطرة الشعوريّة ونتصرّف تجاه تلك المرأة بمختلف روابطنا بها كما تمليه علينا تلك المشاعر الفطرية. وغالبًا ما تكون أنماط تلك التصرّفات الفطرية أو العلاقات بين الأشخاص والمرأة بمختلف رابطتهم بها متقاربة ومتشابهة ومتعارف عليها. في حين أن من ينظرون إلى المرأة من منظور أعمق إدراكيًّا وشعوريًّا سيتصرّفون تجاهها بعلاقة أسمى، وستربطهم بالمرأة علاقة ذات مستوى أعلى من حيث الإيمان بمكانتها وقدراتها وقيمها. إدراك عمق "المرأة": لا أشير في هذا السياق إلى نظرة المرأة لذاتها وإدراكها واحترامها لمكانتها قبل الاعتبار بنظرة الآخرين، فهذا الجانب بالذات له محط اهتمام عظي...
هذه التدوينة تجربة ذاتيّة أشارك فيها خلاصة الأشهر الماضية التي عشتها مع محاولات جادّة وعميقة لفهم حقيقة نفسي أكثر، أكتبها وكلّي أمل بأن تلامس أي فرد ينوي (بكل صدق) الإجابة على تساؤلاته إن كان يعيش حقيقته أو لا في فترته العمريّة الحاليّة، فطرح مثل هذا السؤال بصدق هو شرارة الغاية، والسعي للإجابة عليه خير وسيلة، دونكم خطوات تفيد في معرفة حقيقة النفس، رتبتها حسب التدرّج الزمني والمرحلي الذي عشته، وبإمكانكم قراءتها كأجزاء في أكثر من جلسة لاحتوائها على وسائل عمليّة تطبيقيّة تحتاج لوقت. لا تقرأها إلا إن كنت مقتنعًا وجادًّا في معرفة نفسك أكثر، وتكون راغبًا فعليًّا بأن يكون القادم من حياتك يشبهك أكثر، تنسجم معه أكثر، وحقيقي أكثر. الخطوة الأولى| انتبه لشعورك بالكركبة: في أواخر شهر فبراير الماضي كنت أقضي أيامي في إجازة من العمل، كانت تلك الإجازة مختلفة بعض الشيء، بدأت بشعوري بالكركبة وبعدم الانسجام مع التفرغ بعد الزحام وعدم التأقلم مع ذهن يخلو فجأة من مهام آليّة لا تكف عن الإلحاح لأشهر متتالية، القفز مباشرة للمتعة والإنجازات المفيدة ومضاعفة الدوبامين لم يكن حلًّا، ففترة العمل الط...
هذه التدوينة لا تعني تسليط الضوء على مثالية هذا الجيل بل بعض من جوانبه. مواليد التسعينات وتحديداً مَن وُلِدوا في أواخر الثمانينات وأوائل التسعينات أو السنوات الخمس الأولى منها هم من أعنيهم هنا خاصة أنني إحدى مواليد هذه الحقبة الحساسة الذين نشأوا على تفاصيل حياتية متواضعة ربما لا تكون مختلفة عن الأجيال المقاربة أعني أننا قد نجد تلك التفاصيل الحياتية في الثمانينات كذلك لكن تلك التفاصيل اقترنت وانعجنت بنفوس أبناء مواليد التسعينات اعتماداً على مرحلتهم العمرية التي كانت متأهبة للتلقي، لتحيلهم إلى شباب اليوم، والذين امتدت مرحلتهم العمرية منذ تلك الحقبة بطولها وبتفاصيلها وبمنعطفاتها إلى اليوم، حيث لم يزالوا في طور الشباب والشخصية الباحثة والمستكشفة والمتحمّسة والساعية لبناء المستقبل. مواليد أوائل التسعينات هم من عاصروا أجيالاً في جيل، وهم من يمتلكون أكثر من دليل.. نحو الحياة وإيجاد النفس وموضعها الملائم في هذا العالم، لتجعل منهم أشخاصاً عالقين في الوقت الحالي بين القناعات والتحديات وبين الحذر والتردد والترقب والحماسة والانطلاق والتحليق. إن مواليد هذه الحقبة قد نشأوا ...
تعليقات
إرسال تعليق