هذه التدوينة تجربة ذاتيّة أشارك فيها خلاصة الأشهر الماضية التي عشتها مع محاولات جادّة وعميقة لفهم حقيقة نفسي أكثر، أكتبها وكلّي أمل بأن تلامس أي فرد ينوي (بكل صدق) الإجابة على تساؤلاته إن كان يعيش حقيقته أو لا في فترته العمريّة الحاليّة، فطرح مثل هذا السؤال بصدق هو شرارة الغاية، والسعي للإجابة عليه خير وسيلة، دونكم خطوات تفيد في معرفة حقيقة النفس، رتبتها حسب التدرّج الزمني والمرحلي الذي عشته، وبإمكانكم قراءتها كأجزاء في أكثر من جلسة لاحتوائها على وسائل عمليّة تطبيقيّة تحتاج لوقت. لا تقرأها إلا إن كنت مقتنعًا وجادًّا في معرفة نفسك أكثر، وتكون راغبًا فعليًّا بأن يكون القادم من حياتك يشبهك أكثر، تنسجم معه أكثر، وحقيقي أكثر. الخطوة الأولى| انتبه لشعورك بالكركبة: في أواخر شهر فبراير الماضي كنت أقضي أيامي في إجازة من العمل، كانت تلك الإجازة مختلفة بعض الشيء، بدأت بشعوري بالكركبة وبعدم الانسجام مع التفرغ بعد الزحام وعدم التأقلم مع ذهن يخلو فجأة من مهام آليّة لا تكف عن الإلحاح لأشهر متتالية، القفز مباشرة للمتعة والإنجازات المفيدة ومضاعفة الدوبامين لم يكن حلًّا، ففترة العمل الطويلة كانت
ثمة شؤون نظنها يسيرة وصغيرة لكنها بعمقها تفتّق فينا معانٍ كبيرة. في إحدى لحظات التأمّل في كلمات لامستني عن المرأة، تأمّلت كم تعني المرأة لي قبل أن تعني لأي شخص آخر، ليس لكوني امرأة، بل لكوني شخص نظر إلى المرأة في تلك اللحظات من منظور إدراكي شديد العمق والحساسيّة. فنحن كأشخاص سواء كنا ذكورًا أم إناثًا نشأنا بجِبِلّة (فطرة أو خِلقة) شعوريّة وإدراكيّة تربطنا بالمرأة، كجبلّة الشخص تجاه أمّه، أو أخته، أو زوجته أو ابنته. فننشأ وفق تلك الفطرة الشعوريّة ونتصرّف تجاه تلك المرأة بمختلف روابطنا بها كما تمليه علينا تلك المشاعر الفطرية. وغالبًا ما تكون أنماط تلك التصرّفات الفطرية أو العلاقات بين الأشخاص والمرأة بمختلف رابطتهم بها متقاربة ومتشابهة ومتعارف عليها. في حين أن من ينظرون إلى المرأة من منظور أعمق إدراكيًّا وشعوريًّا سيتصرّفون تجاهها بعلاقة أسمى، وستربطهم بالمرأة علاقة ذات مستوى أعلى من حيث الإيمان بمكانتها وقدراتها وقيمها. إدراك عمق "المرأة": لا أشير في هذا السياق إلى نظرة المرأة لذاتها وإدراكها واحترامها لمكانتها قبل الاعتبار بنظرة الآخرين، فهذا الجانب بالذات له محط اهتمام عظي
ما بوسع الإنسان أن يفعل حيال الركض، حيال حياة لا تهدأ، والتزامات لا تنتهي، ومشاوير لا تنطوي، و إشعارات لا تمهلك فرصة إتمامها لتأمل صفاء شاشة هاتفك من الأوسمة الحمراء، ومهام عمل ترفض أن تُمحى من قائمة الإنجازات، وعن بريد وظيفي لا يتوقف عن الرنين، وأمنيات صغيرة مؤجلة لا تكف عن الطنين، ما بوسع الإنسان أن يفعل حيال الإنهاك، وعدم القدرة على الفرار أو الفكاك! هل من الطبيعي أن يتنازل الإنسان عن أمور سعى لها بمجرد أنها تشعره بأنه منهك؟ أن ينسحب كجندي مهزوم من ساحة حرب؟ هل يُفترض أن يعتبرها حرب من الأساس؟ هل الروتين اليومي أو الوظيفي أو الظروف الاعتياديّة قد تبدو غير اعتياديّة في فترة ما من العمر؟ ماذا عن نسختنا الوديعة؟ ماذا عن قوتنا ونشاطنا وعنفوان رغباتنا؟ ماذا عن صفاء البال وضمان رغد العيش؟ أظنها تبدو كأمنيات، أو كمطالب يعز الحصول عليها في فترة تعج بالمسؤوليات الفردية وبناء النفس والاستقلاليّة وشق تجارب جديدة وإن كانت ثقيلة في سبيل تحقيق كل ذلك. أعيش نسخة مناقضة مني، ومختلفة عني، مثالية ومنهكة، تؤدي كل شيء بانتظام، عدا تنظيم ذاتها، فذاتي مركونة جانبًا تنتظر مني انتشالها واحتضانها وا
تعليقات
إرسال تعليق