الشعور بالفرح من الداخل..





هذا العيد كنت متعبة وأحتاج للنوم فقد قضيت وقتاً من الليل لإعداد البسكويت، ومن ثم إعداد نفسي للعيد غداً، ومع أذان الفجر انتابني بعض التردد للذهاب لصلاة العيد كوني أشعر بالنعاس.. ولكن سرعان ما تلاشت الفكرة للعزم على الذهاب حين تذكرت أمراً هاماً يدعوني للذهاب والوقوف بين الصفوف والشروع في ركعتي العيد.. الأمر هو شكر الله.. أجل، نحن نذهب للصلاة من أجل شكر الله.. ألا يستحق الشكر؟ بلى سبحانه ولا نفيه... شكر الله هو العيد، والذي ينبع من دواخلنا لنشعر بالفرح بعدها، الفرح هو شكر لله سبحانه بعد هبته لنا بالقرب والدعاء وشعور الروحانية العظيم في عشر ذي الحجة وعرفة، شكر الله بعد أن أعاد السنة ونحن بأتم حال.. شكر الله على بلوغ أمنياتنا التي كانت دعوات في يوم عرفة العام الماضي. صليت العيد في المصلى وكلي شعور مختلف حين كان ذهابي لغاية في روحي لا لروتين أو عادة، وصادف وقع شعوري خطبة العيد التي تحدث الإمام فيها عن نعمة الإسلام وكيف أن من لا يعون تلك النعمة يحسدون معتنقيه، فأثرت بي حقاً..

بعد العودة للمنزل تناولت الإفطار مع عائلتي تلقيت هدايا رائعة من أخواتي الصغيرات و هاتفت رفيقتي القريبة ثم خلدت للنوم, و عند الظهيرة التقيت بأقاربي في بيت عمتي لنتناول الغداء و الأضحية سوياً، و عند العصر ذهبنا إلى منزل جدتي لأمي جدتي مريم، لنستعد للقيلولة بجلسات عفوية مع تناول البسكويت الذي أعددته و أحاديث بسيطة و ضحكات قلبية على وسائد النوم، أحمد الله كثيراً على نعمة وجود جدتي مريم و أسأل الله أن يمد في عمرها على الطاعة و الصحة فالجدات هم الوثاق لاجتماعنا و لبقائنا بين تفاصيل زمن لا يمكن أن يتكرر، بعد صلاة المغرب ذهبت مع أخواتي و ابنة خالتي لزيارة ابنة خالتي الأخرى التي قد أنجبت قبل فترة، فكانت زيارة لطيفة دون رتابة المجاملات و الرسمية، فقد كنا نحن الفتيات فقط نتناول الحلوى و نلهو على ألحاننا المفضلة، و بعد العودة إلى منزل جدتي مريم و تأدية صلاة العشاء ذهبنا لزيارة أهل والدي لقضاء وقت قصير لكنه مفعم بالشعور الرائع برؤية أعمامي و أبناءهم و أبناء أبناءهم تحت سقف واحد.


العيد شعورنا من الداخل، الفرح ينبع من القلب، وبأن تكون سعيد كونك تملك نعم من الله لا لأن العيد قد حان ويوم تاريخه يرمز للتقويم. في نهاية اليوم شكرت الله على أنني لم أستسلم للنعاس بل عشت تفاصيلاً سوف تعود بعد عام إن شاء الله لذلك فهي تستحق أن لا تُفوَّت.


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أن تعيش حقيقتك – خطوات عميقة في معرفة النفس

المرأة من منظور "زمّليني"

حياة الركض لا تشبهني