17 مارس .. مرت ست سنوات
كان هذا
التاريخ في ذاكرتي قبل مجيئه, فضلت تدوينه في ورقة لاصقة لكي لا أنسى حضوري هنا من
أجل هذا التاريخ..و مرت الأيام لأجدني أحادث أختي في الهاتف فتقع عيني على الورقة لأتذكر
التاريخ.. اليوم ما اليوم ؟ عدت لشاشة الهاتف لأجده السابع عشر من مارس و الذي سوف
ينتهي بعد أقل من عشر دقائق.. كان الوقت متأخراً.. آثرت حضوري و لو بصمت على أن أخلف
الميعاد, تركت أختي على الهاتف مع مكبر الصوت فيما شرعت أنا بالحضور هنا و نشر تدوينة
صامته لا تحمل سوى تاريخ اليوم قبل أن ينتهي ! .. عدت الآن بعد أيام كي أملأها بالأحرف,
و لربما ما حدث كان أغنى عن الأحرف. أحب هذا المنزل.. وفائي له يذكرني بتعجبي من أصحاب
الأطلال و الوفاء للذكريات رغم موت كل ما فيها, و أتساءل لما هذا الوفاء و المجيء في
كل مرة يشعر أصحاب تلك الأطلال بالحنين. لا أعني بأن هذا المكان قد أصبح للذكرى و النسيان
و لكن الشعور يتحد بالوفاء للمكان , للتفاصيل , للأشياء التي تخصنا نحن بالتحديد دون
سوانا , و التي صنعت منا أشخاصًا نحن هُم اليوم,صنعت منا ناضجين, صنعت من كتاباً بارعين,
صنعت منا حذرين و أذكياء اجتماعيًا, صنعت منا أشخاصاً أكثر وعيًا..حتى هؤلاء المتعلقين
بالأطلال صنعت منهم أوفياء حقيقيّون.. فأيّاً كانت تلك التفاصيل فهي تصنعنا بالتأكيد,
كما صنعتني هذه الزوايا.. كانت الملاذ للحزن المأوى للسكون الورق للحبر الأذن للصوت
و الحضن للصراخ و السماء للضحك الواسع و المحراب. ممتنة لله على تلك السنوات التي مضت
, و على هذا المكان الذي يزداد مني قربًا في كل سنة يزداد الزمن فيها بعدًا عن أجمل
التفاصيل.
تعليقات
إرسال تعليق