{لَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ}
أن
نعيش تفاصيلنا و نشاركها أحبتنا شيء رائع و يشعرك بجمال علاقتك بمن حولك ، لكنني
أمقت التفاصيل التي تجاوزت حدودًا لم نكن نتجاوزها منذ أن عرفنا الحياة، منذ أن
كانت صور وجوهنا محفوظة و شخصية فعلًا ، منذ أن كانت حكايانا عن التفاصيل و
ثرثراتنا مشوّقة فعلًا، و منذ أن كانت أشواقنا لمغيب أحدهم صادقة فعلًا،ومنذ أن
كانت أدق الكماليّات الأقل اهتمامًا فعلًا. الآن و ما ندري ماذا تبقى من مزيد،
فالتفاصيل تصلك عن من تريد و من لا تريد، و تغمرك صورٌ لمادّيّات بشكلٍ ممل
و متكرر و للأسف غدا مشمئز بالنسبة لي و للبعض ربما، أضف إلى ذلك ما تكتظ به تلك
التفاصيل المنبعثة من كل حدب صوب من أمور تجاوزت الحلال و الحرام ، فضلًا عن أننا
منهيون عن أن نمد أبصارنا لذلك المتاع و لو كان مباحًا كي لا نغتر به و أن يحيط
بالنفس و يكون أكبر الشواغل فكيف إذا امتد ليتجاوز حدودًا و يغدو أمرًا شائعاً لا
يستسيغه من لا يريد الانقطاع و لا يريد الانغماس،لماذا لا نحسن التصرف مع تلك
البرامج و التقنيات، لماذا نعيش بها بدلاً من العيش معها ، و لماذا لا تقف عند
السطحية و الجمال بدلًا من الغوص في عمق الحياة و الابتذال؟ أجهل تلك الإجابة عن
ذلك و التي تكمن عند كل من جعل الأمر كذلك !
تعليقات
إرسال تعليق