عامٌ ما بعد التخرج
للتو أدركت مرور الوقت, ليكون
عاماً ما بعد التخرج.عامٌ من التيه و الفرص و التعثر و الوقوف, عام من البكاء و
النشوة و الغياب و الحضور, عامُ من الحقائق التي ستكتشفها عن الواقع الذي تسمع عنه
دائمًا, عامُ من الصدمات المحزنة, ومن المفاجآت المبهجة, عامُ من الحب و الصلة بمن
جمعتنا جدران الدراسة بهم و أحاطتنا بقربهم فكان مرور ذلك العام جدير بإثبات
مودتهم رغم افتراقنا عن تلك الجدران, عامُ
من التحدّيات و بعد بعض الأقرباء و تحوّل المنزل العتيق إلى الجديد, عام من
بذل والديّ كل ما يملكان من أجلي و من أجل أحلامي من أجل بسمتي و يدرءان بكل ما
أوتيا ما يجلب حزني.. عام..و أراه عسيرًا يسيراً.. بطيئًا سريعًا, مرّ بثقل و بخفة
في آن واحد.. ليجعلني أدرك بأن أنتهز الوقت و الأيام و العمر.. بأن أنهض لصنع
الفرصة بدلًا من انتظارها , بأن أدرس الحياة و الذات و إن لم تتسنى ليَ الفرصة
لأدرس كتابًا في برنامج الدراسات العليا, عامُ مضى و مضت معه أوهام كنا نتصوّرها
حقائق و جاءت معه حقائق حسبناها يومًا كلامًا فارغ.. عامُ كفيل بأن صنع منّي صبرًا
أكثر على ما تخفيه هذه الحياة , و بسمة أكبر لما أملك فيها, و حزنًا أقل لما فاتني
منها.عامُ صنع مني قارئة و متفرغة للهوايات و متأمّلة لجوانب الضعف في مجالات
معينة و تقويتها, عامُ صنع مني أختًا كبرى و طاهية!
تعليقات
إرسال تعليق