تثريب .. من وحيّ الوحيّ
قبل كل شيء, أشكر الأستاذ سلطان
الموسى كونه يحسن اختيار عناوين مؤلفاته لتثقل من ميزانها فعلًا و تجعل كل من
تهجاها يشعر بأن ذلك القالب قالب يعني ما خط عليه بالعريض بكل معنى الكلمة..
"هو إجابات على أسئلة كانت تؤرقني و لست أدري إن كانت تخطر على بال الكثير منكم أم القليل , و ذلك لقناعتي بتشابهنا نحن البشر, و تشابه ما يخالج أنفسنا من شك و فضول و تساؤلات و لوم و تثريب .."
هذا موجز يسير من مقدمة الكتاب و
التي أوضح فيها الكاتب مغزاه من تأليفه,و بالفعل كان الكتاب كذلك, بالنسبة لي
شخصيًّا,بعد قرائتي لكتاب الأستاذ سلطان أقوم قيلا تساءلت عن قضية فلسطين و تاريخ
اليهود فبعثت بتساؤلي للأستاذ سلطان فأجابني بأنّه ضمّن تلك الإجابة في فصل بعنوان
أرض الميعاد في كتابه الجديد و الذي سوف يعلن عنه فور صدوره.. مما جعلني متحمّسة
للغاية لاقتناء الكتاب قبل معرفتي عن ماذا سوف يكون الكتاب بالتحديد.. و فعلاً كان
الكتاب عبارة عن فصول منها ما تطرق للإلحاد و الرد عليه و منها ما تطرق للأنبياء و
أسرارهم و ارتباطهم فعلًا بأرضنا التي نعيش عليها و إثبات ذلك .. و منها ما تحدث
عن حقيقة القضية الفلسطينية و تاريخ اليهود و غيرها من الفصول..
بالتأكيد نحن نؤمن بما أنزل الله
سبحانه و تعالى دون حاجتنا لإثباتات ,لذلك كان طرح إثبات وجود الله و حدوث معجزات
الأنبياء و وجود الأنبياء أنفسهم.. كان جميلاً و مذهلاً مع صور تدعّم الطرح. لكنه
في ذات الوقت لم أكن أصبوا إليه أو إلى ذلك النوعمن التوجه, ما نال شغفي كثيرًا هو فصل أرض الميعاد
و أسرار اليهود و حكاية كتابهم .. لحماسي لمعرفة تلك التفاصيل من قبل..
لكن الكتاب عمومًا كتاب عذب
الطرح , سليم المنطق, متوازن التفريق بين الرأي و الرأي الآخر كما في قضية السحر
هل هو حقيقة أم خيال, كتاب يجيب على تساؤلاتك ليفتح لك تساؤلات أخرى , و يرشدك نحو
معالم محدودة تكشف عن معالم أخرى, لتخرج بفكرة أنك لا تعلم كثيرًا عن ما يحويه
التاريخ من حقائق و الحقائق من إثباتات و الإثباتات المسلّمة من نواقض,, لتعلم بأن
العالم واسع جدًا و بحر العلم و الغموض في ذلك العالم أوسع..
تعليقات
إرسال تعليق