فلسطين حيث الضمير





فلسطين, حيث الإسراء, حيث البقعة المباركة و التي خصها الله من بين بقاع الأرض لأن تكون كذلك و لأن تكون القبلةَ الأولى و موضع الحدث العظيم للنبي الكريم عليه أفضل الصلاة و أتم التسليم. فلسطين و التي ننظر إليها من جانبِ إنسانيّ كبلدٍ مستوطَن و شعبٍ مظلوم أكبر من نظرتنا إليها من جانب عقَدي و ديني يرتبط بإيماننا الكبير بأننا نقدس تلك الأرض و بأننا نملك الحق لأن ندخل مسجدها المبارك و نصلي فيه فننال الثواب المضاعف, بأن لنا الحق أن نزورها متى ما اشتقنا و أن ننال منها ما يناله أهلها من بركة و نور.
لكننا اليوم ننسى ذلك الشوق ذلك الضمير, و يغوص في صدرنا ذلك الشعور, ننكس رؤوسنا متمتمين بأن شعب فلسطين شعب مسكين و نغفل بأننا مساكين كذلك, فنحن محرومون من حق الوصول إلى هناك كما يُحرم أهلها من العيش هناك كما ينبغي..

٢٩‏/٣‏/٢٠١٥ ٢:٣٣:٤٦ م: الأقصى:
عائلة دعنا في القدس القديمة تشرع اليوم بهدم منزلها بعد تلقيها أمرا من الاحتلال الإسرائيلي يقضي بهدم ذاتي للمنزل. ٢٥‏/٤‏/٢٠١٥ ١١:٠٨:١٧ ص: الأقصى: الاحتلال الإسرائيلي يضع شروطا لتسليم جثة الشهيد علي ابو غنام والعائلة ترفض.
 #القدس_تنتفض٨‏/٥‏/٢٠١٥ ٩:٣٨:٢٣ م: الأقصى:
‏الاحتلال الإسرائيلي يهدم منزل قيد الانشاء في بلدة بيت حنينا في القدس المحتلة.


تصلني تلك الرسائل في أيام متقاربة, فتصلني معها تفاصيل تحدث كل يوم و نحن بعيدون جدًا عن الشعور و الغصة و مرارة الحرمان.. كيف لأناس أن يناضلوا من أجل جثة فقط, جسد قد فارق الحس و الحياة, لكنّه يظل في غياهب الحرب و إن لم يشعر بها, أناس تناضل و تدفع ثمن الطوب و الحجر الذي ضم ذكريات العمر فيصير ركامًا و حطاما, أناس تناضل بكل شيء, تصرخ بأعلى الكلمات , و تنادي باسم الحس و الضمير الإسلاميّ الذي يجدر بنا أن نكنه كمسلمين, و تنادي بالعرق الإنساني الذي ينبض بداخلنا كإنسانيين, أناس لا تكل من الموت و الدماء و لو أن الأمل الذي تكتنفه قلوبهم  قد وُزّع علينا , لربما كفانا أن نعيش ببسمتهم المضيئة رغم كل هذا الظلام.


لا يجدر بنا أن نسأل أحدًا "ماذا أفعل للقدس" , بل ليسأل كل منا نفسه كمسلم ماذا تفعل حين ترى مكةَ و المدينة و المقدسات تُقصف, ماذا تفعل كإنسان حين ترى منزلك يُهدم و أخاك يُعذَّب و اختك تُنتَهَك و طفلك يموت شهيدًا و هو لم يشهد الحياة بعد, حينها سندرك ماذا يجدر بنا أن نفعل, كأن نشعر بقلبنا فينتفض الدعاء بالسحر, كأن نناضل بالقلم و الورقة, باللون و الحبر, بالكلمات الصادحات,و كأن ندس الحقيقة في عمق الكذب, و كأن نلقّن كل من يصادفنا درسًا في الوفاء لمكان ينمتي إلينا و ننتمي إليه.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

المرأة من منظور "زمّليني"

أن تعيش حقيقتك – خطوات عميقة في معرفة النفس

مواليد التسعينات | بين القناعات والتحديات