إن كنتم مؤمنين
{و على الله فتوكلوا إن كنتم
مؤمنين} المائدة 23
نستشعر من هذه الكلمات النيّرات شعوراً كبيراً
يصف قدر الإيمان و عظمته, أن تكون مؤمنًا بالله و بوجوده يعني أن تكون متوكّلًا ,
أن تؤمن بأن الله ربك و أقرب إليك من أي شيء و أي شخص آخر يعني تكون متوكّلًا , أن
تؤمن بأن الله الجبار لأي كسر فيك الشافي لأي سقمٍ يؤذيك المزيل لأي همٍّ يعتريك
يعني أن تكون متوكّلًا, ما أحوجني للشعور بذلك , فالإيمان ليس قولاً و حديث فقط ,
بل تصديقاً و نبض في القلب, و طمأنينة تسري من ذلك القلب لتعمّ أرجائك .. فتسكن
الجوارح و تهدأ و تنهض بما يبث لها ذلك القلب من قوة و تمضي على ما يشع لها ذلك القلب
من نور .. و تقتات على ما يضخه لها من إيمان لتعمل كما يجدر بها أن تعمل و تبذل
كما يجدر بها أن تبذل .
أدركت أن الاسترخاء التام بعد بذل الاسباب و فوات المطلوب
توكلاً .. ولا يتحصّل إلا براحة القلب المؤمن و استرخائه و تفويضه لله.. أدركت بأن
من يدّعي توكّله و قلبه مضطرب ناقص الإيمان .. فهو يثرثر لا أكثر .. أدركت بأن
الله تعالى قد ربط هذين المعنيين و العملين القلبيين ببعضها لأنهما مقياس لبعضهما
.. فكلّما زاد ذلك زاد ذاك .. و كلّما نقص ذاك نقص الآخر كذلك.
تعليقات
إرسال تعليق