فضفضة
بعد غد بإذن الله سأقدم اختباراً
كشرط للالتحاق بإحدى الجامعات .. ليبدأ في عقلي الباطن حديث عن المستقبل .. عن ما
نجهله من مصيرنا و تفاصيل حياتنا القادمة .. مما يجعلنا نضعف أكثر من السابق مما يقلل
من ثقة خطوتنا التي نقوم بها في الحاضر كوننا لا نعلم هل ستقدمنا تلك الخطوة لما
نطمح له أم أنها لن تكون كذلك .. هذا الشعور يعترينا كثيراً حين نغدو متأرجحين
أمام القادم من المراحل .. أمام فترة من عمرنا سيكون فيها تحديد بقية العمر ..
أمام صورنا التي طالما رسمناها حين كنا صغاراً عندما يسألنا أحدهم ماذا تود أن
تكون . حينها نقف طويلاً دون حديث .. و نفكر طويلاً دون قيود .. و نسبح في بخر
احتمالات عميق جداً .. أعمق مما يمكننا تحمل الغوص فيه .. نسبح كثيراً حتا تتشتت
الرؤيا و يعم الضباب أنظارنا ... لا يجدر بنا أن نكون قلقين إلى هذا الحد .. ذلك
ما تبادر إلى ذهني سرعان ما شعرت بأنني في طريقي للتيه بهذا الصنف من التفكير و
الغرق الهادئ .. لا يجدر بنا أن نكون قلقين بشأن إخفاقات الفرص و بعض الحفر التي
ظننا أنها ستكشف لنا عن السلالم لنصعد .. لا يجدر بنا أن نتردد بشأن الخطوة التي
سنخطوها إن كانت الوحيدة و الفرصة التي لا يوجد سواها .. لا يجدر بنا أن نضعف و
نبكي حين يتطلب منا الأمر أن نتجلد و نتمسك بالحكمة التي اكتسبناها طيلة الفترة
الماضية من الحياة .. ما بالنا نتحدث عن الفأل و الجلَد و البسمة العريضة كثيراً
.. و حين وجدنا أنفسنا وسط الواقع و بين أمور حاسمة و مسارات تنتظر منا اتخاذ أحدها
.. أضعفنا الفأل.. و اعترفنا بالوهن عن التجلد .. و أخفينا البسمة .. أليس هذا
مخجلاً ؟ ّ أليس هذا إجحاف بحق طمأنينة نفوسنا و راحة قلوبنا و جمال تفاصيلنا التي
احتفظنا بها طيلة الفترة الماضية, لنبدأ بسلبها الآن شيئاً فشيئاً فتذهب هدرا ..
أليس هذا محزناً .. بلا هو كذلك .. بلا و الأمر لا يستحق ذلك .. الأمر هو صبر و
شكر .. و عمل و فأل .. و إقدام و إطمئنان .. حتى يحين ما كتبه الله لنا في حفظه و
علمه و الذي نظن أحيانا بأننا سنضيعه أو سنفقده .
*فضفضة الثالثة صباحاً.
تعليقات
إرسال تعليق