{وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ }
{وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا }
" أي : ومن يتق الله فيما أمره به ، وترك ما نهاه عنه يجعل
له من أمره مخرجا " تفسير ابن كثير.
كثيراً ما تلونا هذه الآية و رتلناها متأملين أن الفرج بيد
الله العظيم و أن مع العسر يسرا .. لكننا و مع طول الأمد .. قد نضيق .. و قد نظن
بأننا لم نطرق كل الأبواب و نعبر بقية السبل .. فينفد الصبر و يتسلل الشيطان إلينا
في الخفاء ليوهمنا بأن ذلك السبيل قد يؤدي إلى المخرج و الفرج المرتقب و طمأنينة
ذلك القلب المنهك من فرط الانتظار .. و هو أن ننال ما نود نيله بوسيلة في غير رضى
الله و إذنه بها .. لتهزنا تلك الآية و تعيدنا إلى محطة العقول و الألباب فيرجع صد
ى التقوى مدويّاً .. و من يتق الله .. يجعل له مخرجا .. فتأملت فيها معنى وقع في
نفسي و يعظم وقعه إن كنت في شدة و ترجو كشفها .. و هو أنه لن يأتيك الفرج من حيث
يأتي الإثم ,فحين ينفد صبرك وتهرول للخلاص
من الضيق أو المشكلة التي أنت فيها لتبذل الثمن بما لا يرضي الله .. لن يأتيك الفرج
فأنت تسعى إليه بمعصية .. كمن ينتظر رزقاً
أكثر من رزقه فيضيق به الانتظار فيمد كفه نحو الحرام .. فيظن حينها أن الفرج قد وقع
! لا بل و إنه قد وقع هو في شدّة أعظم من سابقتها .. و هكذا مع أمور شتى لا نلحظ
أنفنسا فيها إلا وقد جرفتنا العجلة و قلة الصبر الجميل لأن ننالها و لو بأي وسيلة
.. فقد أنهكنا الصبر .. ربما لأننا لا نتلذذ ذلك الصبر و نتعبد لله به حقاً. فيعلمنا
الله بأن التقوى و كبح أنفسنا ذاتها عن الحرام الذي نعتقد بأنه سوف يؤدي للفرج
الذي ننتظره لن يأتينا بالفرج ..و لن يوصلنا للمخرج ..بل سينهينا لباب مغلق أو
هاوية كبرى.
تعليقات
إرسال تعليق