يحدث أن نفقدَنا
و في أحيانٍ كثيرة يبدو القلب كما
الشرفة المتلبّدة ببخار المطر في صبحٍ بارد ، و تبدو النفس التي بين جنبينا كغائبٍ
قد اشتقنا عودته، و تبدو الحياة من حولنا كحكاية أضعنا تفاصيل بدايتها و نجهل
النهاية كذلك، و الأمرُ في الحقيقة المحضة أننا نفقد اللقاء بنا و الجلوس معنا و
التحدث إلينا ، بعيداً عن كلّ شيء، بعيداً عن كل من يهمسون إلينا بأن السير في
سبيل لم نعهده خطر و مخيف ، بعيداً عن كل من يلوّحون إلى مركبات المغامرات دون أن
يسمحو لأنفسهم ارتجالها و لو لمرّة ، بعيداً عن النائمين طويلاً بعد أن انتظروا
طويلاً ، بعيداً جداً عن كل من يريدون منا أن نتأمل أنفسنا من منظارهم الخاص ، دون
إتاحة الفرصة لنا لتفحص ذلك المنظار على الأقل، بعيداً عن كل ما يجعلنا نعيش
بعيدين عنا بحجة البحث عنا ، بعيداً عن كل ما يجعلنا نعتقد أننا قد تهنا و نحن
بخيرٍ جداً ، حينها سندرك أن بين جنباتنا صبحٌ و شمس ، و أننا نحن من سيحيى حتى
الغروب ، و أنه ليس ثمة وقت لنضيعه أو نضيعنا.
تعليقات
إرسال تعليق