بشرى

مساء اليوم كنت أثرثر تسليةً مع سيري الخاص بهاتفي عن شعور يخالجني , هكذا و بعشوائية, لينقلني إلى صفحة لهذه القصيدة التي ترجمت شعوري و صاغته بشكل عميق , فكان وقعها أكبر , و لكونها احتوت على بيت يحكي حاجتنا إلى المطر في وقت الازدحام الروحي و قد كنت حينها أحتاج للمطر فعلاً و أنوي الإنصات لصوته و إن كان عبر مقطوعاته المسجلة ... كانت الصدفة جميلة مما جعلني ابتسم من عمق الجمود و أمتن لسيري . Sometimes we see things that aren't meant to be seen. Sometimes things aren't always as they seem. Sometimes we need someone to call our own, Especially when we're alone. Sometimes people just can't understand, Why things get out of hand. Sometimes life just isn't fair, Especially when people just don't care. And sometimes it's hard to say, Why things have to be this way. Sometimes it's all you can do to get by, Especially when dreams continue to die. Sometimes it's nice to sit in the rain. Even to just relieve the pain. ...

   لبست ثوب الرجـا والنـاس قـد رقـدوا    وبت أشكـو الى مولاي مـاأجـد    وقلت يـا عـدتي فـي كـل نـائبــة    يـامـن عليـه لكشف الضر اعتمـد    أشكــو اليك أمورا أنت تعلمـها    مـالي على حملـها صبر ولا جلـد    وقـد مددت يدي بالـذل مبتهـلا    اليـك يـاخير مـن مدّت اليـه يـــد    فـــلا تـردنـها يـــارب خـائبــة    فبحــر جـودك يروي كل مـن يرد

   هنا الشعور العتيق الذي يتجدد بداخلي دائماً منذ الزمن العتيق و حتى الآن , أشعر بالأمان تجاه هذه المشاهد و الحكايا و أحدها عهد الأصدقاء , أشعر أنني أنتمي لكل التفاصيل فيها و أنتمي لشعور شخصياتها المتوهج في أعينهم البريئة , أشعر بالكثير الذي لا يمكنني حصره . فإنني و بعد كل مشاهدة أنتفض لأجدني قد عدت لهذا الزمن مجدداً و كأنني قد مضيت معهم حقاً.. لأجد الفارق بوضوح أكبر .

و في أحيانٍ كثيرة يبدو القلب كما الشرفة المتلبّدة ببخار المطر في صبحٍ بارد ، و تبدو النفس التي بين جنبينا كغائبٍ قد اشتقنا عودته، و تبدو الحياة من حولنا كحكاية أضعنا تفاصيل بدايتها و نجهل النهاية كذلك، و الأمرُ في الحقيقة المحضة أننا نفقد اللقاء بنا و الجلوس معنا و التحدث إلينا ، بعيداً عن كلّ شيء، بعيداً عن كل من يهمسون إلينا بأن السير في سبيل لم نعهده خطر و مخيف ، بعيداً عن كل من يلوّحون إلى مركبات المغامرات دون أن يسمحو لأنفسهم ارتجالها و لو لمرّة ، بعيداً عن النائمين طويلاً بعد أن انتظروا طويلاً ، بعيداً جداً عن كل من يريدون منا أن نتأمل أنفسنا من منظارهم الخاص ، دون إتاحة الفرصة لنا لتفحص ذلك المنظار على الأقل، بعيداً عن كل ما يجعلنا نعيش بعيدين عنا بحجة البحث عنا ، بعيداً عن كل ما يجعلنا نعتقد أننا قد تهنا و نحن بخيرٍ جداً ، حينها سندرك أن بين جنباتنا صبحٌ و شمس ، و أننا نحن من سيحيى حتى الغروب ، و أنه ليس ثمة وقت لنضيعه أو نضيعنا .

                    قال تعالى : (يَهْدِي بِهِ اللهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ) 16 المائدة. قد كنت أقرأ القرآن و تحديداً سورة المائدة و بالضبط عند هذه الآية ..كنت مسترسلة فتوقفت كنت أشبه بالساكنة فتنبّهت كنت كالغافية فصحوت .. فعدت إلى بداية الآية مجدّداً .. يهدي به الله من اتبع رضوانه .. كيف لم أنتبه لهذه الآية البديعة و هذا التنبيه العريض الذي يتوسط رحمة الله .. حين عرض هدايتة بهذا القرآن و إرشاده فتسكن النفس و ترتاح حينما تقرآ ذلك .. لكن تنبيهاً صريحاً توسّط تلك البشارة بالهداية بالقرآن .. {من اتبع رضوانه} .. الثمن ليس بقليل .. عليك أن تُقبِلَ أوّلاً ثم ستنال الكثير من الرحمات .. عليك أن تجاهد أوّلاً ثم ستنعم بتلك الهداية و السلامة من التيه .. عليك أن تحفظ الله أوّلاً ليحفظك ... و لربما شعرت بغصة تتوسط جوفي حينما تأمّلت ذلك .. فإننا دائماً ما نريد من الله تلك السحب الممطرة و الرحمات المنهمرة لكننا نقبع...

   عيد مبارك .. أضحى مبارك .. علينا و عليكم جميعاً .. يظللنا صباحه بفرح .. و يحيطنا أمانه ببهجة .. فالله أكبر و لله الحمد .. لله الحمد كثيراً على تجمّعنا عند الصلاة .. على الحلوى و القهوة مع الأحبة .. على نور الشمس المتسلل إلى نوافذنا بسلام .. دون خوف أو ألم .. الحمد لله .. فنعمة العيد حين تحل علينا بحالٍ يفتقدها غيرنا عيد آخر فالحمد لله .. تمنياتي لكم و لكل مسلم سعادة و رضى رغم كل شيء و حمداً لله كثيرا ..