الفيصل / شاهد و شهيد
مؤخراً قمت بالمشاركة في معرض أُقيمَ في جامعة الملك
فيصل بعنوان "الفبصل .. شاهد و شهيد " يحوي تاريخ الملك فيصل و أهم
مواقفه و إنجازاته رحمه الله بتسلسل إبداعي بين الصور و الشاشات الصغيرة بعد كل
حقبة زمنيّة تعرض لك حدثاً هامّاً تم توثيقة للملك, بالإضافة إلى شاشات أخرى صغيرة
جانبية للاستماع لأهم مقولاته , و في آخر المعرض و بعد إكمال سيرته كاملة يكون
الختام بجلسة سنمائية متواضعة لعرض خطبتة المؤثرة و التي كانت آخر خطبة له رحمه
الله.
بالنسبة لي كنت فخورة جداً بالمشاركة و الحضور و
الوقوف للتحدث عن شعلة في زمن مضى,عن الملك فيصل رحمه الله,استمتعت جداً كزائرة
للمعرض و كعضوة و من هنا أشكر كل من ساهم في مشاركتي ضمن الفريق الإعلامي للجامعة.. لتستوقفني حكاية ذلك الملك الأسطورة مجدداً و تحيي معانٍ عميقة قد دُفِنَت أو تكدس عليها الغبار
منذ أن تركَنا برحيله المفاجئ كما استوقفت معظم الزائرين للمعرض و كشفت لهم جوانب
لم يكونوا على تصوّر تام بها عن الملك رحمه الله كما حدث معي حينما عرفته أكثر في بداية نشأته, حين توفيت أمّه و هو في صغره فنشأ حازماً قد امتزجت الحزمه في
دمه من غير تصنّع يُذكَر فكأن إعجابي به صغيرا فاق إعجابي به كبيرا , و الكثير من
الحكايا التي تعنيه حتى آخر حياته و كلماته .. حين ختمها بلفظ الجلالة " الله
"
هنا بعض التقاطاتي للمعرض ككتاب كليلة و دمنه الذي كان
من أحد مقتنياته و كتب أخرى و كساعته التي عُلّق بقربها تعقيباً عنه رحمه
الله :أنه عُرِف بدقته الشديدة في المواعيد لدرجة أن أهل الرياض و غيرهم يضبطون
ساعاتهم على تحركاته ,و التقاطة مؤثرة لمصحفة مفتوحاً على سورة المؤمنون و آخر ما
قرأ .. ( قم بالضغط على الصور لمشاهدتها بالحجم الطبيعي )
استشعرت جداً أن الملك فيصل لم يكن سوى صوتٌ عالٍ في زمن الصمت , و كلمة واضحة بالحق في زمن ضج باللغو , و تصريح بالقوة التي نملكها في زمن يكثر فيه التهديد الزائف بأننا ضعفاء, الملك فيصل كان الكثير بمفرده, كان المعنى الذي يثير الأسف الآن بأنه ماذا لو امتلك كلّ عربيّ و مسلم منّا شعوره و حزمه ؟ ماذا يمكننا أن نغيّر في العالم؟ لا أظن بأن الإجابة غامضة .. بقدر ما هي محزنة و تُحدِث في الصدر الكثير من الألم ...
هنا خطبته الي تم عرضها في سينما المعرض.. و الدمع يتضح في عينيه رحمه الله .. ليتضح في أعيننا كذلك..
أخيراً أعقّب بأن قلب المللك فيصل , عزيمته , صراحته , و تصرّفه الحكيم , و بديهيّته الحادة جداً جداً, هو ما قد نحتاجه اليوم , لكوننا غفلنا كثيراً و تشتتنا كثيراً لترتخي قبضتنا عن وصيته .. لابد و أن نكون يوماً جائعين حين أعطينا الطعام لغيرنا و رضينا بالطّعم, لابد و أن نكون يوماً خائفين حين ربطنا أمننا بقوى واهية, لابد و ان نكون يوماً متخاذلين حين نرى الأحداث بمنظور الحدود و الحواجز بيننا و بين من يحملون العرق العربيّ المسلم ذاته.. فإنه و لابد بأننا سنكون بخلاف ما أردنا أن نكون حين لا نعزم على تكويننا.
تعليقات
إرسال تعليق