الغوص في العالم ، و البحث عن الذات
بعد تخرجي شعرت بأنني قد خرجت من مرحلة اكتشاف تمييزي
عن الآخرين و معرفة قدراتي التي ساقتني بعد توفيق الله إلى تحقيق هذا الإنجاز و
الوصول حتى هذه النقطة .. فغدت تلك المرحلة خلفي و غدت أخرى أمام ناظريّ .. أرى
أمامي العالم .. أرى ازدحامه و مرتفعاته و منخفضاته و أبوابه الكثيرة
الموصدة التي يستوجب عليّ طرقها و تقبّل كل ما وراءها .. أرى أمامي جرأة المغامرة للبحث عن ذاتي ..
لتحقيقها .. بعد أن عرفت عنها ما عرفت في مرحلتي السابقة ..
ربما تكون المرحلة القادمة أكثر صعوبة و مشقة من ما
قبلها .. كونك تجهل الجزء الأكبر منها .. فمرحلتك السابقة ذات خطوط متضحة لكنك
تجهل قدرتك على قطع تلك الخطوط و الوصول إلى النهاية .. أما الآن .. فالخطوط كما
لعبة الطرق المتداخلة .. للوصول إلى الهدف المعهود .. ناهيك عن عدم وضوح ذلك الهدف
لدى البعض أحياناً ..فلابد من تحمّل مشقة السير مع سلوك الطريق الأكثر احتمالية
للصحة .. بالإضافة إلى تقبّل نهايته إن كانت تودي إلى جدار مُصمَت ..
أيقنت في داخلي أن حملك لروح رياضية كما يُقال هو أفضل
ممارسة للبذل في هذه المرحلة .. و عيشك بسلام مع فرص و أشياء جميلة أثناء هذه
الفترة لن يؤخرك عن السير أبداً .. لأن توترك في البحث و قطع تلك المسارات لن
يُسْرِع بكَ كذلك !
أحببت فكرة العيش مع تفاصيلي الجميلة و رغباتي التي
أمارسها بحب و أهدافي الصغيرة في هذه الفترة .. أحببت فكرة قضاء وقت أطول بين
جنباتي ريثما أجدني بين جنبات العالم .. أحببت فكرة الإطلالة من النوافذ التي
أصادفها أثناء السير و تقبل الفرص منها .. كالمشاركة في مجالات أحبها .. الالتحاق
بتعلّم ما أحتاج لتعلّمه.. البذل من أجل هدف جميل أنتظره كوني كنتَ مزدحمة و مشغولة عنه .. أحببت
أن كل تلك الأفكار لن تجعل مني شخصاَ متوتراً أو متّكئ على معناً واحد للبذل ألا و
هو السير لذلك الهدف الأخير .. أحببت أنها
ستجعل من روحي روحاً رياضية فعلاً .. فحين إخفاقي في مسارٍ ما من أحد تلك المسارات
المتداخلة للوصول لذاتي و مكاني في العالم .. سيخففه عني إنجازاتي في تلك المسارات
الآنف ذكرها و أهدافي الأخرى بإذن الله ..
لذا و دائماً نحتاج لأن ننظر للحياة كمراحل متتالية ,
كل واحدةٍ منها تحقق لك هدفاً يقربك من الهدف الذي يكبره و يليه .. لا يجدر بنا
النظر إلى ذلك كمشقة و بحث عن الاستقرار فنتوهم عدم استقرارنا حاليّاً .. يمكننا ذلك , فالعالم لن يفرض علينا طريقة
النظر إليه و الغوص فيه أبداً =)
تعليقات
إرسال تعليق