بلداً ءامنا

   


قبل أيام معدودة كان اليوم الوطني لوطني , فوقع الشعور أعمق من كل مرة , حين تأملت سماءه  العتيقة و الذي امتد ظل سحابها منذ مولده إلى هذه اللحظة , فكان القلب بعيداً عن الأهازيج و طقوس الأعياد , يعكف خاوياً عند عظمة هذه السطور : {أوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ ۚ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَكْفُرُونَ} العنكبوت 67 ..

(و يتخطف الناس من حولهم ) كان وقعها شديد , و الآن بالتحديد , ليعظم الفرح بداخلي .. و الحزن كذلك .. لأتأمل الكثير,تأملت الأمان , تأملت الهدوء حين نخلد للنوم , تأملت سكون قلوبنا من الخوف فجراً و عند الظهيرة و عند غروب الشمس , تحسست جدران العُمران و أشعة الشمس المنعكسة على الشوارع , و سير الناس للرزق , استشعرت ظل تلك السحابة و غيث الله لنا , استشعرت دعوة إبراهيم عليه السلام , حين أسكن بلداً ءامنا , و أنصت جيّداً لدويّ القنابل حولنا , و تبعثر الصراخ و الجراح , فانتابني ما يشابه الفرح الباكي , بأنني هنا , بأنني تحت ظلّ و بقرب رزق و على أرضٍ ساكنة و جدران ثابتة , فكان الشكر أبلغ من أن أصيغة و النعمة أكثر من أن أحصيها , و الحمد أكبر من أن أبلغ منتهاه .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أن تعيش حقيقتك – خطوات عميقة في معرفة النفس

المرأة من منظور "زمّليني"

ثمن التجربة