غزة / قَفَصٌ و قَصْف

   


#غزة_تحت_القصف الكلمات المتكدسة تحت هذا العنوان كفيلة بجعلنا في صمت مطرق و الصور المتزاحمة للنار و البكاء كفيلة بجعلنا نبتهل لله بكل ما أوتينا من دموع .. و بينما نصوم نحن على السلام و الهدوء التام .. تصوم غزة و تفطر على النار و الدمار .. و تناثر الأرواح و الأتراح .. و بين حدود الحصار .. فهي تقبع في القفص .. و تحت القصف , فالحكاية تتكرر كثيراً و يتوالد من يقلبون الأمور إلى ضدها و يرتدون الأقنعة و الجلابيب السود .. ليقفوا في صف إسرائيل .. ليقولوا للشعب الفلسطينيّ قف هنا .. فأنت تعتدي على حقوقهم و ممتلكاتهم و أرواحهم .. فتستحق القصف .. !

 إن ما يحدث لفلسطين منذ الأمد البعيد .. ليس كما يبدو إلينا .. شعبٌ مناضل يحمي حدوده و ترابه .. بل الأمر أكبر بكثير .. و أوسع من نظرتنا القاصرة .. الأمر مسجدٌ عتيقٌ عريق .. قبلتنا الأولى كمسلمين .. قضيتنا أن ندافع عنه .. أن نناضل من أجله .. و أن نصرخ بكلمة الحقيقة أمام كل شيء .. كما يفعل أطفال غزة حين يقفون بسمت أمام فوّهة الدبّابة .. الأمر غيرة من الداخل على مسجد يعنينا و نعنيه .. على عرض مسلم يخالط دمنا .. و على حرمة أرض مقدسة تنتمي لديننا و تاريخنا .. فهل يثير ذلك شيئاً في دواخلنا ؟ الأمر همّة كبرى .. كهمّة الشهيد محمد أبا خضير الذي استشهد قبل أيّام .. ليس جرّاء هذا القصف العنيف .. بل جرّاء اختطاف و جريمة مشينة بضربه و حرقه حيّاً  و استنشاقه مادة ضارّة .. بعد أن خرج متسحّراً ليصلّي الفجر ,

هاهُم الإسرائيليون .. لا نتعجّب إطلاقاً حين نرى كل ما يصدر منهم من شتى الجرائم و الاعتداءات .. لما يكدّسونه في نفوسهم السوداء من حقد دفين .. و كذبٍ قديم .. بأنهم المسالمين .. الباغين حقهم لا أكثر .. إنّهم لم يكتفوا بقتل محمد مباشرة .. بل اختاروا أبشع السبل .. إنهم لم يكتفوا بأن أزهقوا روحه .. ليبدؤوا بقصف خيمة عزائه كذلك .. هاهُم اليهود .. و لم نكن يوماً في حاجة لأن يثبتوا لنا من هم وكتبنا السماوية تحكي لنا عنهم و عن ما يكنّونه في جنباتهم... و لا أنسى حين واجهتهم بنفسي .. فوقع شعور كل فلسطينيّ في قلبي.. حين كنت أسير .. فشدتني مجموعة من الأشخاص غريبي الهيئة و اللبس .. و الشعر و اللحى .. و غريبي النظرات إليّ كذلك .. كوني مرتدية عبائتي .. فعرفوا هويتي .. لا أنسى نظراتهم المزدرية لي و نظراتي لهم .. لا أنسى أن تلك النظرات كانت كفيلة بإيصال الشعور دون أدنى كلمة .. لا أنسى حنقي و عبرتي .. كيف لشعب فلسطين النقيّ .. أن يعيش مع هؤلاء .. صبح مساء!
ما خفف من المعاناة في هذه الأيام هو ذلك الخبر بالأمس الذي أصدره رايدو اليهود ذاتهم ..

اليوم هو الأسود في تاريخ إسرائيل , سقط علينا أكثر من 100 صاروخ و طال مناطق لم يصلها العرب في حروبهم من قبل ..


و نتيجة ذلك أن مليونين و نصف يهودي باتوا ليلتهم البارحة في الملاجئ . فيا رب في هذه الليالي المباركات .. و من عمق قلوبنا المكتظة بالحزن و الألم و الكثير من الأمل خلّص العالم منهم و الأرض و الهواء و السماء .. يارب .. فقد خنقوا المسلمين .. و عاثوا في الأرض و البساتين .. و أزهقوا أرواح عبادك الموّحدين.. و حسبنا الله و نعم الوكيل.

تعليقات

  1. اللهم آمين.. اللهم طهر أرض القدس وبلاد المسلمين من اليهود و أعداء الدين.. و أبهج قلوبنا بنصرٍ قريب يا الله

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أن تعيش حقيقتك – خطوات عميقة في معرفة النفس

المرأة من منظور "زمّليني"

ثمن التجربة