لا غير ..




يهفو قلب من لا يملك من الدنيا سوى سقفُ خشبيُّ واهن و دعائم ترفعه لأن يحويه منزلُ يليق .. منزلُ لا غير .. و يسعى صاحب المنزل المتواضع لمن يؤنسه فيه من زوجة و أطفال .. أسرة و لا غير..و يشغف من يملك منزلاً لأن يكون كما يتمنى أفراد عائلته المتواضعة ذو ألوانٍ و أثاثٍ جميل .. و لا غير .. و يتمنى صاحب منزلٍ جميل و أسرة سعيدة لو أنهم يكونون كما يكون البعض فيلتحق الأبناء في أرقى الجامعات و تنال الأم كل جديد من الصيحات .. و لا غير .. و يرى كمال سعادته من يملك المنزل و الأسرة و المال لو أنه كان أقرب لمنصب أعلى و كرسيّ أكبر .. أن يرتقي و لا غير .. و يرجو صاحب المنزل و الأسرة و المال و المنصب .. أن يكون له أكثر من منزل هنا و هناك فيقضي الصيف شرق الأرض و الشتاء في جنوبها .. و لا غير .. و يجتهد  صاحب المنازل و الأسرة و المال  و المنصب أن يمتلك قصراً فارهاً يليق بمنصبه الكبير و أمواله المتدفقه .. و لا غير .. ويبدو صاحب المنازل و الأسرة و المال و القصور هادئاً شاحباً ليس كما ظن أنه سيكون .. حين يحيط به كل هذا .. ليدرك أنه لم يكن مع الله حين كان يفكّر فيما يريد .. لم يكن مع الله حين هفا قلبه و امتدت عيناه...ليتبصّر في حاله و صلاح تلك الحال .. فيحمل خطاه بوهن لزاوية القصر المعتمة .. و يسدل ستار السكون .. ليهمس بخفاء : يا رب رضاك عني و رضاي عنك هو سعادتي كيفما كنتُ و أينما كنتُ ..

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أن تعيش حقيقتك – خطوات عميقة في معرفة النفس

المرأة من منظور "زمّليني"

ثمن التجربة