27 مارس ... مرت ثلاث سنوات



آآه كم بداخلي من شعور و معنى..أطل على نافذة هاتفي فأجدني في هذا التاريخ بالتحديد قد وصلت للكتابة عن هذه اللحظة... أذكرني حين كنت أتأمل الفضاء الخالي هنا على الانتر نت الخالي مني من اسمي من أحرفي.. و أتساءل بين و بين قلبي ماذا هنا.. و أين يجب أن أكون.. و ماذا يمكنني أن أفعل... و اليوم أتأمّل أحرفي , حكاياتي, صوري, تفاصيلي,عبق أناس مرّوا هنا تاركين لي ضوءاً و زهور..أتأمّل تفاصيل منزلي الزهري و جدرانه كيف أنّها لم تهرم أو تشيخ..كيف يكون وفاؤها لي في كل سنة بأن تزدان أكثر من ذي قبل..بأن تحبني و أحبها أكثر من ذي قبل..بأن تشاركني رسم مستقبلي القريب و أمنياته و تهمس بأنها لن تتركني..و أنها ستعيش معي و إن رحلت أو سافرت أو تنقلت من هنا إلى هناك...بعد مرور السنة الثالثة على مدونتي أدركت أشياء كبيرة عنها .. ادركت بأنها الباب لي و النافذة..أدركت بأنها المولج الذي ولجت منه إليّ..لأستخرج كل ما بي أو بالأصح ليَخرج كل ما بي هكذا..طواعية و حب و انسيابيّة و صدق.. دون كلفة أو تنمّق أو زركشات و أقنعة..كما نفعل أمام الجماهير و بين أسماء الأدباء و القرّاء...أدركت بأنّها المأوى الهادئ لي و لبوحي.. الحضن الدفائ لبكائي و نَوْحي.. و المولد البادئ بتفاصيل روحي...إلى تفاصيل العالم أجمع...و مع كل هذا و ذاك يعمّها السكون..الهدوء.. و الجمال.. و رغم كل الأحاديث أجدها مستمعة منصتة لا تكل أو تمل...أحياناً كثيرة أشكر الله أن ساقني إلى هنا لأجدني و أصلّي دائماً بأن يفتح لي مزيداً من الأبواب الفسيحة..المليئة بالنور .. البعيدة كل البعد عن الزيف و المنحدرات....و من هنا أكرر عهدي القلبيّ بعد عون الله و مشيئته..أنني هنا..اوفي لها كما توفي لي... و أسرد لها بقدر ما تنصت إليّ.. و أعطيها بقدر ما تتسع لي.. و لكل تلك الأرواح المرفرفة حولي هنا..أحبكم , لأنكم تقصدون زيارتي..لا عبوراً كما النوافذ الصغيرة المكتظة في الشارع الخلفي..لأنكم تطرقون الباب فتجلون لترحبون بي و إن لم تجدوني..فتتركون لي هداياكم الجميلة التي لم تزل متناثرة في كل زاوية هنا..  و إنني من هذه الأسطر أدس شعوري..بأن شباكي لم يزل مفتوحاً و مرفئي هادئاً و ساحتي فسيحة مشرّعةُ أبوابها و كتبي مصطفّة.. وبإذن الله... أنا هنا.. و سأظل..


تعليقات

  1. إنها حقا نافذة من نور ..
    أرجو من الله لها كل الازدهار والتقدم ..
    ولعل أقل شيء حاولت أن أعبر من خلاله عن إيماني بجمال هذه المدونة في مثل هذا التاريخ ..
    نشر بعض من كلماتها العبقة في صوري الانستقرامية مصحوبة برابطها ..
    وفقك الله حثيما كنت ..
    ومن تقدم لآخر ي عزيزة ..

    ردحذف
  2. أمجآد الدعوة

    لقد كان ذلك الكثير بالنسبة إليّ
    فوق ما تظنين فلأنت جزءليس بيسير من عطائي هنا..
    وفقط الله لكل خير و بلغك في مرضاته أملك و فوق أملك يآ رب..

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أن تعيش حقيقتك – خطوات عميقة في معرفة النفس

المرأة من منظور "زمّليني"

ثمن التجربة