فَبِمَا يُوحِي إِلَيَّ رَبِّي

                  



قال تعالى: {وَإِنِ اهْتَدَيْتُ فَبِمَا يُوحِي إِلَيَّ رَبِّي ۚ إِنَّهُ سَمِيعٌ قَرِيبٌ} *سبأ (50) ..

كم من معاني الاعتراف بقدرة الله العظيمه تشع بها هذه الآية..حين ننظر إلى حولنا و قوتنا فنعترف بضعفنا و لجوءنا إلى حول الله وقوته...أتأمّل قلباً حائراً لا يعي بحيرته و لا يدرك بأنه وسط الظلام ولم يعِ بأنه على مشارف الهلاك... أتأمّل كيف كان أبيضاً طاهرا... أتأمّل ذلك السبيل المقفر الذي تسلكه الأقدام..بعد أن كانت تلك الأقدام ذاتها تخشاه و تحيد عنه.. أفكر في الصخور المبعثرة كيف تراها الأعين بعد حين مجوهرات ثمينه فترخص كل شيء من أجلها ... إننا في غياب عن معنى الهداية حين نظن أنها باجتهادنا و حسب فنتكئ على علمنا و إيماننا الكبير بأننا على ما يرام و نسير في السبيل الصحيح..ننسى أننا في حاجة دائمة للجوء إلى الله..ليوحي إلينا بالهداية..ليمدنا بسبلها..بنورها...بأسبابها.. ننسى أننا قد نضل رغم علمنا بالطريق.. قد نخلو بعد حين رغم حملنا للزاد.. قد نجهل رغم معرفتنا بالكثير من الحقائق.... الهداية خير و الخير كله من الله...فأرى قلبي الصغير و قلوب الآخرين كيف تكون في الصباح و كيف هي في المساء.. أتأمل التغيير الذي لا نشعر به..أتحسس التقلب الذي يعترينا إلى حيث لم نحتسب..لأدرك كم أننا ضعفاء.. محتاجون...لمعيّة الله لتبصيره لنا على الدوام.. لكي لا نحيد أو نزيغ...مخيفة هي الغفلة بعد اليقظة ... مخيفُ هو الظلام بعد النور ... مخيفُ هو الضياع بعد الدليل المطمئن... لم نكن يوماً على بصيرة و نور و طمأنينة لو لم يوحي إلينا الله ذلك .. لم نكن نقترف عزلة الذنوب و الهرب نحو السماء..لو لم يوحي إلينا الله ذلك...لم نكن يوماً مستأنسين بقرب الله رغم أننا وحدنا دون البشر..لو لم يوحي إلينا الله ذلك.. فلا الحول و لا القوة بأيدينا و لا النور بملكنا  ولكن الله بيده الخير .. و هو على كل شيء قدير,

تعليقات

  1. الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله ..
    بحق الحمد لله على كل شيء والحمد لله الذي اهدانا أقلاما مثلك تذكرنا بفضله علينا ..
    بوركت

    ردحذف
  2. أمجآد الدعوة

    الحمد والشكر لله على كل شيء..
    و الحمد لله أن أهداني وجودك هنا بقرب أحرفي..
    وفيك بآركـ

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أن تعيش حقيقتك – خطوات عميقة في معرفة النفس

المرأة من منظور "زمّليني"

ثمن التجربة