فَتَرْضَىٰ


{وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَىٰ}﴿٥﴾ الضحى, ترسم هذه الآية صورة عطاء الله الجزيل لرسوله الكريم صل الله عليه و سلم حتى يرضى فأتأمّل منها شعوراً جميل و مؤنس ينبثق من عطاء الله.نحن ربما لا ندرك مدى عطاء الله لنا حتى حيال شعورنا بأننا لا نملك شيء ما...إن عطاء الله سبحانه يغمرنا و سبيل الرضى بما يعطينا ممتد لكننا نحن الذين قد نصد عنه أو لا نبصره بوضوح لنسلكه...يتجلى ذلك العطاء في أشخاص تحبهم لكن ربما لا يكونون على مقربة منك ليتسنّى لك لقاؤهم متى أردت..لكن ثمة قرب قلبي يربطكم جميعاً قد يُحرم منه غيرك...يكون العطاء كبيراً حين ترسم في داخلك أمنية بأن تحصل على المطوية المزركشة لنيلك درجة عليا في مجالك الدراسيّ..إلا أنك قد لا تحوزها.. لكنك وفي مسيرك الدراسيّ ذاته تُفتَح لك مسارات أخرى في حياتك فتكون نشطاً في خدمة المجتمع و أنشطة التطوّع و معرفة أناس كثر و أشياء لذيذة تغمرك صدفة دون أن تحتسب و دون ان تنوي أن تحوزها...في الحقيقة هذا ما يجري..و العطاء لم يزل في هطول لكن أنفسنا تدرك فقدان ما تريده دون أن تدرك امتلاك ما تحب أيضاً و لا يملكه الكثيرون..فيظل عطاء الله ليس الأنسب لنا فحسب بل الأكثر جمال و بهجة لحياتنا..لنحدِّث أنفسنا الغافية فيما بعد بأنه ألا يجدر بنا أن نرضى بل و نرفع صلواتنا و شكرنا لله لأنه و بالفعل نحن نملك أشياء جميلة للغاية.... حين يعبر بي هذا الشعور تكون كل الأشياء حولي كعطايا جديدة... كفرحة هطلت للتو..لأنني فقط صحوت على ترتيل هذه الآية... فيُزهر القلب و يرضى..

تعليقات

  1. "لكن أنفسنا تدرك فقدان ما تريده دون أن تدرك امتلاك ما تحب أيضاً و لا يملكه الكثيرون"

    جميل وجميل جدا وصفك هنا .. أجزلت واختصرت وأعطيتي المعنى كل ما يستحق في هذه الكلمات ..

    اللهم لا تؤاخذنا بإسرافنا وكثير طمعنا مقابل كثير تقصيرنا

    موفقة عزيزتي

    ردحذف
  2. أول شيء
    اللهم صلي وسلم وبارك على حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وأصحابه أجمعين

    جزاك الله خير على هذه الكلمات القلبية الرائعة
    وأعجبني إنشاءك كثيراً
    شدتني كثيراً عندما قلت
    " يتجلى ذلك العطاء في أشخاص تحبهم لكن ربما لا يكونون على مقربة منك ليتسنّى لك لقاؤهم متى أردت..لكن ثمة قرب قلبي يربطكم جميعاً قد يُحرم منه غيرك"
    لكن يا أختي من طبيعة النفس البشرية أن تتضايق وتحزن عند وجود أشخاص لا يفهمونها وعند الظروف الصعبة فجميل مثل هذا التأنيس من شخص قريب من قلبك وروحك
    وأكثر ما يعجبني في هذه الآية وغيرها هي أن التأنيس هذا من الله عز وجل للرسول صلى الله عليه وسلم

    كم نحن بحاجة إلى من يفهمنا ويؤمن بحاجتنا ومعاناتنا ويربت على ظهورنا بكل حنان عند المصاعب.

    كما كان الله مع الرسول وكما كان الرسول صلى الله عليه وسلم مع أصحابه.

    وهذا لا يدل أن الإنسان ييأس أو يقنط وإنما هي مشاعر إنسانة طبيعية.

    وكما ذكرت أستاذتنا الفاضلة عند تذكر نعم الله وما فضلنا به عن غيرنا
    تزول كمية كبييييرة من الهموم التي بدواخلنا

    بارك الله فيك وفي علمك ومجهوداتك

    استمري وأستمري في التدوين وفي هذه الإضاءات الرائعة.

    كل التوفيق لك أنت وصاحبتك أمجاد الدعوة

    ردحذف
  3. بوركتي غاليتي
    تعجبني تدويناتك التي تحوي جمال عباراتك ونقاء أجوائك�� باقة شكر لقلبك وعطائك
    نعم عطاء الله كالمطر و الرضى كالكنز
    فالحمدلله كثيراً

    ردحذف
  4. أمجآد الدعوة

    اللهم آمين , بالقعل هذا ما يصدر منا دائماً

    شاكرة لك إطرائك الذي أسعدني و وجودك هنا هو الأكثر جمال عزيزتي أمجآد 3>3>

    ردحذف
  5. سعد الحربي

    اللهم صل و سلم على نبينا محمد
    صدقت و رأيك في غاية الصواب

    بإذن الله مستمرة و شاكرة لك تواجدك و إطرائك و جزاك الله كل خير.

    ردحذف
  6. غير معروف

    أهلا بك
    شاكرة لك كلماتك و إعجابك جداً
    وأنا من يسعدني اكثر تواجدك هنا بين صفحاتي التي تستقي الجمال من وجودكم..

    بوركتي عزيزتي

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

المرأة من منظور "زمّليني"

أن تعيش حقيقتك – خطوات عميقة في معرفة النفس

مواليد التسعينات | بين القناعات والتحديات